منهم شرعا نعم ظلم الشيخين كان مختصا بأهل البيت عليهم السلم وشيعتهم ولهذا استقام لهم الأمر بمعونة غيرهم من أعداء أهل البيت بخلاف عثمان فإنه لما عم ظلمه وظلم عماله على البلاد والعباد اختل أمره وآل إلى قتله على رؤس الأشهاد وبالجملة أن حفظ الحوزة على الوجه المشتمل على الانتظام الظاهري ودفع الهرج والمرج و رفع تطاول بعض الآحاد قد يترتب على وجود الخلفاء المجازية والملوك الجائرة بل بوجود الشحنة والعسس بل ربما يحصل هذا القسم من الانتظام بهم دون غيرهم من الخلفاء الحقيقية فإنهم بموجب سياساتهم العرفية المذكورة ونحوها ربما يدفعون تطاول آحاد الناس على غيرهم الرعية بوجه لا يتيسر لغيرهم من الخلفاء الأمجاد لكنهم أنفسهم وأولياء دولتهم يعملون مع ضعفاء العباد ما يشاؤن من الجور والفساد ولو وقع خلل في أحكام الدين القويم واعوجاج في أركان الطريق المستقيم عجزوا عن الاصلاح والتقويم كما أشار إليه عبد الله بن الحر في جملة قوله * (شعر (1)) * تبيت النشاوى من أمية نوما * وبالطف قتلى ما ينام حميمها وما ضيع (2) الإسلام إلا قبيلة (3) * تأمر نوكاها ودام نعيمها (4) وأضحت (5) قناة الدين في كف ظالم * إذا اعوج منها جانب لا يقيمها
(٤٦)