لم يمنع عنها مانع ومن البين أن تذكير ضمير " عنكم " ويطهركم " وبعض الدلائل والقرائن الأخر الخارجة مانع عن ذلك منها ما روى هذا الشيخ في كتابه هذا من " أنه عليه السلام لما نزلت آية المباهلة جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجللهم بكساء فدكي فقال: هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ومنها ما رواه أيضا في الباب الحادي عشر حيث قال " في مسلم عن زيد بن أرقم أنه ص قال: أذكركم الله في أهل بيتي قلنا لزيد: من أهل بيته نسائه؟ قال: لا أيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها،. أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده " (انتهى) وهو مذكور في جامع الأصول أيضا ولا يخفى أنه يفهم من قول زيد أن إطلاق أهل البيت ليس على الحقيقة اللغوية بل على الحقيقة الشرعية ويمكن أن يكون مراده أن الذي يليق أن يراد في أمثال الحديث المذكور من أهل البيت أهله وعصبته الذين لا يزول نسبتهم عنه أصلا دون الأزواج وعلى التقديرين فهو مؤيد لمطلوبنا وذكر سيد المحدثين جمال الملة والدين عطاء الله الحسيني في كتاب تحفة الأحباء خمسة أحاديث اثنان منها وهما المسندان إلى أم سلمة رضي الله عنها نص صريح في الباب لأن أحدهما وهو الذي نقله في جامع الترمذي وذكر أن الحاكم حكم بصحته قد اشتمل على أنه لما قال النبي صلى الله عليه وآله عند إدخال على وفاطمة وسبطيه في العباء ما قال، قالت أم سلمة رضي الله عنها: يا رسول الله ألست من أهل بيتك؟. قال إنك على خير أو إلى خير. والآخر وهو الحديث الذي نقله عن كتاب المصابيح في بيان شأن النزول لأبي العباس أحمد بن الحسن المفسر الضرير الأسفرايني قد تضمن أنه عليه السلام لما أدخل عليا وفاطمة وسبطيه في العباء قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأطهار عترتي وأطايب أرومتي من لحمي ودمي، إليك لا إلى النار أذهب عنهم الرجس وطهرهم
(١٤٥)