الأمة، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله أنه إمام الفرقة المرتدة ونحوه من الأحاديث سندهم القاصر لإجماعهم الناقص على خلافة أبي بكر كما صرح به ههنا أيضا بقوله " ومن ثمة أجمعوا على ذلك كما مر " وقد مر منا أيضا أنه لا يصلح ذلك سندا لإجماعهم، وأن قياس إمامة الصلاة على الإمامة العظمى قياس مع الفارق من وجوه عديدة، وحاشا عن علي عليه السلام باب مدينة العلم بل عن أقل عبيده المقتبسين من مشكاة أنوار علومه أن يستدلوا بذلك القياس، الذي يضحك منه أول من قاس. وتمسكهم باستدلال عمر على ذلك مع ظهور فساده إنما هو من قبيل استشهاد ابن آوى بذنبه وأما ما ذكره من " إن الأمر بتقديمه للصلاة كما ذكر فيه الإشارة أو التصريح بأحقيته بالخلافة " فهو مخالف لاتفاق متقدميهم على فقدان النص في شأن الكل وأما ما ذكره من " أن القصد الذاتي من نصب الإمام إقامة شعائر الدين " فمردود بأنه إن أراد به أن المقصود الذاتي في نصب الإمام ذلك، والأمور الدنيوية تبع له فهب أن يكون كذلك لكن لا يفيد ذلك مطلوبه وإنما يفيده لو لم يكن مقصودا بالذات في الدين وهذا غير لازم من ذاك وكيف لا تكون الأمور الدنيوية كإقامة الحدود وسد الثغور وتجهيز الجيوش للجهاد وحماية بيضة الإسلام و نحوها من الأمور المتعلقة بحفظ النظام وإنفاذ المعروف وإزالة المنكر وإصلاح المعاش والمعاد مقصودا أصليا في الدين؟ وإن أراد به أن المقصود الأصلي الدين من نصب الإمام ذلك وما عداه مقصود بالتبع فغير مسلم بل الكل مقصود بالذات من الدين كما أوضحناه وتقريره المذكور لا يفي باثبات خلافة كما لا يخفى.
41 - قال: وأخرج أحمد عن سفينة وأخرجه أيضا عن أصحاب السنن و صححه ابن حبان وغيره قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك.