الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب اقتدوا بالذين من بعدي كتاب الله والعترة يا أبا بكر وعمر ومعنى قوله بالرفع اقتدوا أبو بكر وعمر بالذين من بعدي من كتاب الله والعترة (انتهى) لا يقال على هذا التقدير يكونان داخلين تحت مطلق الأمر في قوله صلى الله عليه وآله اقتدوا فما الفائدة في إفرادهما لأنا نقول الفائدة ما علمه صلى الله عليه وآله وسلم من شدة خلافهما في ذلك وقد نطق القرآن بإفراد ما دخل تحت مطلق العموم كقوله تعالى " فاكهة ونخل ورمان " وقوله تعالى " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك و من نوح " فإنه ليس يمتنع أن يؤتى في الأمر بلفظ الجمع ثم يتبعه بالإشارة إلى اثنين على التخصيص بوجهين: أحدهما التأكيد كما ذكرناه والثاني أن يكون العبارة عن الاثنين بمعنى الجمع اتساعا لتبيينه به عن الواحد وليس فيه من معاني الجمع شئ كما قال سبحانه " هذان خصمان اختصموا " وقال " هل أتيكم نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب (إلى قوله) خصمان " وإذا كان الأمر كذلك فقد سقط ما تعلقت به الناصبة من الحديث ولم يبق لهم فيه شبهة كما لا يخفى.
37 - قال: الرابع، أخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن الله تبارك وتعالى خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله فبكى أبو بكر وقال بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول صلى الله عليه وسلم أن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن إخوة الإسلام ومودته، لا يبقين باب الأسد إلا باب أبي بكر " وفي لفظ لهما " لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر " وفي آخر للبخاري " ليس في الناس أحد