كتاب التدبير ومعنى التدبير تعليق عتق عبده بموته والوفاة دبر الحياة يقال دابر الرجل يدابر مدابرة إذا مات فسمي العتق بعد الموت تدبيرا لأنه اعتاق في دبر الحياة والأصل فيه السنة والاجماع أما السنة فما روى جابر أن رجلا أعتق مملوكا له عن دبر منه فاحتاج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يشتريه مني؟) فباعه من نعيم بن عبد الله بثمانمائة درهم فدفعها إليه وقال (أنت أحوج منه) متفق عليه وأما الاجماع فقال ابن المنذر أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على أن من دبر عبده أو أمته ولم يرجع عن ذلك حتى مات والمدبر يخرج من ثلث ماله بعد قضاء دين إن كان عليه وانفاذ وصايا إن كان وصى وكان السيد بالغا جائز الامر أن الحرية تجب له أولها (مسألة) قال (وإذا قال لعبده أو أمته أنت أو قد دبرتك أو أنت حر بعد موتي فقد صار مدبرا) وجملة ذلك أنه إذا علق صريح العتق بالموت فقال أنت حر أو محرر أو عتيق أو معتق بعد موتي صار مدبرا بلا خلاف نعلمه، واما ان قال أنت مدبر أو قد دبرتك فإنه يصير مدبرا بنفس للفظ من غير افتقار إلى نية وهذا منصوص الشافعي
(٣٠٧)