وروي أن عائشة رضي الله عنها أبطأت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال (أين كنت يا عائشة؟) فقالت يا رسول الله كنت أستمع قراءة رجل في المسجد لم أسمع أحدا يقرأ أحسن من قراءته فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع قراءته ثم قال (هذا سالم مولى أبي حذيفة الحمد لله للذي جعل في أمتي مثل هذا) وقال صالح قلت لأبي (زينوا القرآن بأصواتكم) ما معناه؟ قال أن يحسنه وقيل له ما معني (من لم يتغن بالقرآن) قال يرفع صوته به وهكذا قال الشافعي وقال الليث يتحزن به ويتخشع به ويتباكى به، وقال ابن عيينة وعمر وبن الحارث ووكيع يستغني به فأما القراءة بالتلحين فينظر فيه فإن لم يفرط في التمطيط والمد واشباع الحركات فلا بأس به فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ ورجع ورفع صوته قال الراوي أولا أن يجتمع الناس علي لحكيت لكم قراءته. وقال عليه السلام (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وقال (ما أذن الله لشئ كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) ومعنى أذن: استمع. قال الشاعر * في سماع يأذن الشيخ له * وقال القاضي هو مكروه على كل حال ونحوه قول أبي عبيد وقال معنى قوله (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) أي يستغني به قال الشاعر وكنت امرءا زمنا بالعراق * عفيف المناخ كثر التغني
(٤٧)