وكان عمران بن طلحة في مجلس فغناهم رجل بشعر فيه ذكر أمه فسكتوه من أجله فقال دعوه فإن قائل هذا الشعر كان زوجها فاما الشاعر فمتى كان يهجو المسلمين أو يمدح بالكذب أو يقذف مسلما أو مسلمة فإن شهادته ترد وسواء قذف المسلمة بنفسه أو بغيره وقد قيل أعظم الناس ذنبا رجل يهاجي رجلا فيهجو القبيلة بأسرها. وقد روينا أن أبا دلامة شهد عند قاض أظنه ابن أبي ليلى فخاف أن يرد شهادته فقال إن الناس غطوني تغطيت عنهم * وإن بحثوا عني ففيهم مباحث فقال القاضي ومن يبحثك يا أبا دلامة وغرم المال من عنده ولم يظهر انه رد شهادته (فصل في قراءة القرآن بالألحان) أما قراءته من غير تلحين فلا بأس به وإن حسن صوته فهو أفضل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (زينو أصواتكم بالقرآن - وروي - زينوا القرآن بأصواتكم - وقال - لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود) وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى (لقد مررت بك البارحة وأنت تقرأ ولقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) فقال أبو موسى لم أعلم أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا
(٤٦)