____________________
وقد اعترف بذلك صاحب الحدائق أيضا إلا أنه ميزه بقرينة أن أكثر روايات ابن مسكان إنما هو من أبي بصير الموثق، والكثرة والغلبة مرجحة لا حد الاحتمالين على الآخر لأن الظن يلحق الشئ بالأعم الأغلب.
ولا يخفى أن هذه القرينة كغيرها مما ذكروه في المقام مما لا يفيد الاطمئنان والوثوق، والاعتماد عليه غير صحيح، وبذلك تكون الرواية ضعيفة لا محالة (* 1). ثم لو أغمضنا عن سندها فهي قاصرة الدلالة على مسلك المشهور لأن الرواية غير مشتملة على ذكر الطول والعرض والعمق، وإنما ذكر فيها كون الماء ثلاثة أشبار ونصف في مثله أي مثل الماء ثلاثة أشبار ونصف في عمقه وظاهرها هو الدائرة كما بيناه في صحيحتي إسماعيل بن جابر فيستفاد منها أن الكر ما يقرب من ثلاثة وثلاثين شبرا وهو مما لا قائل به كما مر.
فلا بد من حملها على اختلاف سطح الماء الراكد. إذ الماء في الصحاري لا يتمركز في الموارد المسطحة بل في الأراضي منخفض الوسط، فوسطه أعمق من جوانبه، ولعل الزائد عن سبعة وعشرين إنما هو بهذا اللحاظ فالرواية غير معارضة للصحيحتين المتقدمتين.
وأما ما عن شيخنا البهائي (قده) في الحبل المتين من ارجاع الضمير في (مثله) إلى ثلاثة أشبار ونصف باعتبار المقدار ودعوى أن الموثقة مشتملة على ذكر الأبعاد الثلاثة وهي حينئذ صريحة الدلالة على مسلك المشهور فيدفعه: إنه تكلف محض لاستلزامه التقدير في الرواية في موضعين:
(أحدهما): في مرجع الضمير بتقدير المقدار.
و (ثانيهما): بعد كلمة (مثله) بتقدير لفظة (في) لعدم استقامة
ولا يخفى أن هذه القرينة كغيرها مما ذكروه في المقام مما لا يفيد الاطمئنان والوثوق، والاعتماد عليه غير صحيح، وبذلك تكون الرواية ضعيفة لا محالة (* 1). ثم لو أغمضنا عن سندها فهي قاصرة الدلالة على مسلك المشهور لأن الرواية غير مشتملة على ذكر الطول والعرض والعمق، وإنما ذكر فيها كون الماء ثلاثة أشبار ونصف في مثله أي مثل الماء ثلاثة أشبار ونصف في عمقه وظاهرها هو الدائرة كما بيناه في صحيحتي إسماعيل بن جابر فيستفاد منها أن الكر ما يقرب من ثلاثة وثلاثين شبرا وهو مما لا قائل به كما مر.
فلا بد من حملها على اختلاف سطح الماء الراكد. إذ الماء في الصحاري لا يتمركز في الموارد المسطحة بل في الأراضي منخفض الوسط، فوسطه أعمق من جوانبه، ولعل الزائد عن سبعة وعشرين إنما هو بهذا اللحاظ فالرواية غير معارضة للصحيحتين المتقدمتين.
وأما ما عن شيخنا البهائي (قده) في الحبل المتين من ارجاع الضمير في (مثله) إلى ثلاثة أشبار ونصف باعتبار المقدار ودعوى أن الموثقة مشتملة على ذكر الأبعاد الثلاثة وهي حينئذ صريحة الدلالة على مسلك المشهور فيدفعه: إنه تكلف محض لاستلزامه التقدير في الرواية في موضعين:
(أحدهما): في مرجع الضمير بتقدير المقدار.
و (ثانيهما): بعد كلمة (مثله) بتقدير لفظة (في) لعدم استقامة