وبالختام أعبر عن عاطر تقديري، وأخفض جناحي لأستاذي الكريم، والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على النبي وآله.
13 - المقال الثاني الاجتهاد بين الاختلاف والائتلاف الاجتهاد عند الدريني ونجم قبل أسابيع قرأت في جريدة اللواء الغراء مقالا للأستاذ فتحي الدريني رأى فيه أن الاجتهاد فرض وضرورة فتح أبواب الفرج والائتلاف على المسلمين، ورددت عليه بمقال قلت له فيه قولا لينا، لعله يبين لنا كيف أصبح الاجتهاد فرضا، ومن الذي فرضه، ومتى فرض، وقدمنا بين يديه معنى الاجتهاد لغة، ومعناه اصطلاحا، ولمحنا له بأن المنظومة الحقوقية الإلهية غطت ببيانها مساحة كل شئ، تبيانا لكل شئ، ووثقنا المعنيين بالمراجع اللغوية التي تثبت صحة ما ذهبنا إليه. ولم أكتف بذلك، إنما سقت من النصوص الشرعية ما يؤكد وحدة المعنيين اللغوي والاصطلاحي، وأثبت أن اصطلاح الاجتهاد بالمعنى المتعارف عليه بين علماء المسلمين لا سند له ولا أساس له في الشرع الحنيف، وبالتالي فإن الاجتهاد هو بعينه الذي فرض اصطلاح الاجتهاد.
وبعدد جريدة اللواء الغراء الصادر بتاريخ 23 / 12 / 1992 وعلى الصفحة الرابعة منها قرأت مقال معالي الأستاذ رائف نجم حول الاجتهاد، ومعاليه أشهر من أن يعرف، فقد استوزر أكثر من مرة، وكان في إحدى المرات وزيرا للأوقاف، تلك الوزارة التي أخذت على عاتقها - وبدون تفويض قانوني - مهمة قيادة الفكر الإسلامي وترشيده، ثم أصبحت هذه المهمة حقا مكتسبا لها من دون الناس.
وأخلص إلى القول أن رأي الأستاذ نجم يمثل بالموازين الرسمية أعلى مراتب الفكر الإسلامي في الأردن، مما يجعل للحوار معه نكهة خاصة ذات معنى وفائدة وشمولية، وهو يدعو إلى سعة الصدر والاتساع بالرأي المخالف، ويرى أن الاجتهاد ضرورة لتقارب الحركات الإسلامية... إلخ.