لست أدري ما هي الحكمة من إذلال العترة أهل البيت، ومن إقصائهم عن مسرح الحياة السياسية، ومن تقتيلهم وتشريدهم ولعنهم في كل بلدة وعلى كل منبر، ومطاردة كل من يحبهم، ومن الذي طاردهم وأذلهم غير الخلفاء وأهل طاعتهم!
لست أدري ما هي الحكمة من ذلك سوى تصور الخلفاء المتغلبين أن أهل البيت خطر عليهم، إذ من الجائز أن يطلب صاحب الحق حقه من الذين ابتزوه هذا الحق!!
وما هو مبرر الخلفاء المتغلبين لممارسة هذا الأفعال والخروج عن إطار الشرعية سوى ما سموه اجتهادا، والاجتهاد بحقيقته ومعناه هو العمل بالرأي!
35 - هل الشرائع الوضعية أحرى بالاحترام من الشريعة الإلهية الرسول نفسه ليس بإمكانه الخروج عن إطار الشرعية، فطالما تلى قوله تعالى (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) فالرسول ملتزم بالنص، وملتزم بالشرعية والشرعية غطت كل شئ وبنيت كل شئ تماما، فما من شئ إلا وله حكم.
فما هو مبرر الخلفاء ليتركوا النص ويعملوا بالاجتهاد، أو بتعبير أدق ليتركوا النص الشرعي ويحكموا وفق آرائهم الشخصية؟!
هل يمكن للقاضي الذي يطبق أي شريعة وضعية أن يتجاهل النص وأن يحكم بما يرى؟
إن حكم هذا القاضي باطل من كل الوجوه، وبكل المعايير، فهل الشرائع الوضعية أولى بالاحترام من الشريعة الإلهية!!
لكن يجوز للخليفة المتغلب ما لا يجوز لغيره، فكلما يفعله الخليفة وأهل طاعته حلال، وكل ما ينهى عنه الخليفة وأهل طاعته حرام! فيمكن للخليفة أن يترك النص الشرعي وهو فعل الرسول وقوله وتقريره وأن يعمل برأيه، ثم يجد من يبرر له خروجه على الشرعية وعمله برأيه!
قال القوشجي في صفحة 408 من شرح التجريد (ومنها أن الرسول قد سوى