رسالة معاوية إلى محمد بن أبي بكر 59 - النص الحرفي للرسالة من معاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر سلام الله على أهل طاعته أما بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في قدرته وسلطانه، وما أصفى به نبيه، مع كلام ألفته ووضعته، لرأيك فيه تضعيف، ولأبيك فيه تعنيف ذكرت حق ابن أبي طالب، وقديم سوابقه ومراتبه من نبي الله (صلى الله عليه وسلم)، ونصرته له، ومواساته إياه في كل خوف وهول واحتجاجك علي بفضل غيرك لا بفضلك، فأحمد إلها صرف الفضل عنك وجعله لغيرك.
وقد كنا وأبوك معنا في حياة من نبينا (صلى الله عليه وسلم) نرى حق بن أبي طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا، فلما اختار الله لنبيه (صلى الله عليه وسلم) ما عنده، وأتم له ما وعده وأظهر دعوته، وأفلح حجته قبضه الله إليه.
فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه وخالفه على ذلك اتفقا واتسقا، ثم دعواه إلى أنفسهم فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما، فهما به الهموم، وأرادا به العظيم، فبايع وسلم لهما، لا يشركانه في أمرهما، ولا يطلعانه على سرهما، حتى قبضا وانقضى أمرهما، ثم قام بعدهما ثالثهما عثمان يهتدي بهما... راجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم صفحة 118 و 119، ومروج الذهب للمسعودي مجلد 3 صفحة 11 60 - لرأي معاوية أهمية خاصة تكتسب رسالة معاوية أهمية خاصة، فمعاوية هو العدو اللدود لعلي بن أبي طالب، فمعاوية وأبوه قادا حربا ضارية طوال 21 عاما ضد النبي وضد علي، وخلال هذه الحرب، قتل علي سادات بني أمية فضلا عن المنافرات السابقة بين الهاشميين وبين الأمويين وأثمرت كل هذه المداخلات حقدا أمويا على علي لا يزول.