44 - كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية فكان أول من أجاب وأناب وصدق ووافق فأسلم، أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب، فصدقه بالغيب المكتوم، وآثره على كل حميم، ووقاه كل هول، وواساه بنفسه وماله من كل خوف فحارب حربه، وسالم سلمه، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل ومقامات الروع، حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده، ولا مقارب له في فعله، وقد رأيتك تساميه وأنت أنت وهو السابق المبرز في كل خير، أول الناس إسلاما، وأصدق الناس نية، وأطيب الناس ذرية، وأفضل الناس زوجة، وخير الناس ابن عم، وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل، وتجتهدان على إطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتحالفان في ذلك القبائل، على هذا مات أبوك وعلى ذلك خلفته.
والشاهد عليك بذلك من يأوي ويلجأ إليك من بقية الأحزاب، ورؤوس النفاق والشقاق لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والشاهد لعلي مع فضله وسابقته القديمة أنصارهم الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ففضلهم وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار، فهم معه كتائب وعصائب يجالدون حوله بأسيافهم، ويهريقون دماءهم دونه، يرون الفضل في اتباعه، والشقاق والعصيان في خلافه، فكيف يالك الويل تعدل نفسك بعلي، وهو وارث رسول الله ووصيه، وأبو ولده، وأول الناس له اتباعا، وآخرهم به عهدا، يخبره بسره ويشركه في أمره... راجع المجلد الأول صفحة 631 - 632 وأقرأ رسالة معاوية لمحمد بن أبي بكر.
وقال سلمان الفارسي عندما بويع أبو بكر: أصبتم ذا السن منكم، وأخطأتم أهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم، ما اختلف عليكم اثنان، ولأكلتموها رغدا. مجلد 1 صفحة 310 من شرح النهج نقلا عن السقيفة للجوهري.