33 - وكلما فعله الخلفاء كان لحكمة فأعظم شئ عند المسلمين بعد القرآن هو سنة الرسول، وقد أحرق الخلفاء ما كان مكتوبا منها كما وثقنا، ومنعوا كتابتها وروايتها مدة 95 سنة، وقال الخلفاء: (حسبنا كتاب الله)، وكتاب الله يكفي! ثم جاءت شيعة الخلفاء فقالوا إن الحكمة اقتضت منع كتابة ورواية أحاديث الرسول حتى لا يختلط القرآن بالحديث أثناء فترة كتابة القرآن وهذه الحكمة منقوضة لأن كلام الله المعجز يختلف عن كلام الرسول، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن فترة كتابة القرآن وتدوينه كانت خلال عهدي أبي بكر وعمر كما وثقنا عند بحث نظرية جمع القرآن، فطالما أن كتابة القرآن قد انتهت في هذين العهدين فلماذا استمر الحظر على كتابة ورواية أحاديث رسول الله مدة 95 سنة؟!!
34 - إذا كان كل شئ فعله الخلفاء له حكمة فما هي الحكمة من مواجهة الرسول؟
أراد الرسول أن يؤمن أمته ضد الضلالة فقال لمن حوله: قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا، فقال عمر بن الخطاب وحزبه: لا حاجة لنا بالكتاب، (حسبنا كتاب الله)!
وعندما كرر الرسول طلبه قالوا: إن رسول الله قد هجر، (حسبنا كتاب الله)!!
وقد وثقنا ذلك، وتحدينا كل المسلمين أن ينكروا هذه الحادثة أو يعتذروا عنها!
والسؤال الذي يطرح نفسه أنه إذا كان كل شئ فعله الخلفاء قد فعلوه لحكمة، فما هي الحكمة من مواجهة الرسول نفسه؟ وما هي الحكمة من القول بأن رسول الله قد هجر - حاشا له -؟!!
ثم إن الأمة كلها قد أجمعت على صحة حديث الثقلين وأن رسول الله قد قال (تركت فيكم اثنين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)