أمنية قد لا تتحقق تمنيت على الأستاذ الدريني لو فتح لنا مغاليق علمه ينتفع الناس بهذا العلم، وليقودهم كما يفعل قادة الفكر، إلى الحقائق الشرعية المجردة، ولكن الدريني أطال الله بقاءه صمت، وطال صمته، حتى ساورتنا الظنون على صحته الغالية، وقد تأكدنا أنها بالكمال والتمام، فلاح لنا أنه يبحث ويدقق ويحقق بالمراجع التي أشرنا إليها...
وأرجو أن لا يطول صمته وأن يخرج علينا، ويضع النقاط على الحروف، فيتحرك مع معالي الأستاذ النجم الذي أعلن الحاجة إلى بحث هذا الموضوع والحوار فيه... إلخ.
حجة معاليه حول شرعية الاجتهاد يقول الأستاذ النجم بالحرف: وإنني أورد الحقائق التالية التي تثبت ضرورة الاجتهاد... ثم أورد الحديث عن معاذ بن جبل عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما بعثه إلى اليمن...
ونسب فيه إلى النبي أنه سأله كيف تقضي قال: أقضي بما في كتاب الله، قال: فإن لم يكن في كتاب الله قال: فبسنة رسول الله، قال: فإن لم يكن في سنة رسول الله؟ قال معاذ: أجتهد برأيي، قال النبي: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله...
نسي الأستاذ النجم أن يكرر (رسول) مرة ثانية ثم ذكر الآية الكريمة: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ثم أورد تأكيدات أصحاب المذاهب الأربعة بأن العبرة كتاب الله وسنة رسوله وأنهم بشر، وهذا مبلغهم من العلم، وأنهم نهوا عن التقليد... إلخ.
هذه الأمور برأي معاليه تشكل مستندا شرعيا للاجتهاد، وأتمنى لو يتذكر معاليه أية مستندات شرعية أخرى حتى يكون ردي شاملا.
نسف الحديث في الإحكام لابن حزم مجلد 5 صفحة 763 - 775 مطبعة العاصمة بالقاهرة ناقش ابن حزم موضوع الاجتهاد ثم قال: وأما خبر معاذ، أي الحديث الذي احتج به معالي