وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) (إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام، كيما إذا زاد الناس شيئا ردهم، وإذا أنقصوا شيئا أتمه لهم).
6 - ما هي الغاية من تأييد نظرية التخلية والترك غاية أولئك الذين يقولون بأن النبي قد ترك هذه الأمة هملا لا راعي لها بعده، ولا مرجعية ترجع إليها، وبمعنى أن الدين قد أغفل هذه الناحية، غايتهم واضحة ومحددة وهي: إضفاء طابع الشرعية على ما جرى في التاريخ السياسي الإسلامي بعد وفاة الرسول، وحتى سقوط آخر الخلفاء العثمانيين، فإذا سلموا بوجود النص فيثور السؤال:
لماذا تجاهله الذين قادوا التاريخ السياسي؟ فإذا تجاهلوه حقيقة فهم الذين يتحملون مسؤولية دمار الأمة، وفرقتها بنسب مختلفة، وهذا أمر غير معقول ولا يصدقه العقل، فهل يعقل أن شخصا رأى الحبيب محمدا وآمن به، أن يخطأ مع سبق الإصرار؟ هذا أمر لا يصدق!
وأحرى بهم أن يؤولوا الدين تأويلا يضفي الصحة والشرعية على أعمال الذين قادوا التاريخ السياسي، بمعنى أنهم يضحون بالدين وكماله لينقذوا الرجال، لأنهم عرفوا الحق بالرجال، مع أن الرجال يعرفون بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال.
7 - قادة التاريخ السياسي الإسلامي حكم ترضونه الصديق على فراش الموت عهد بالخلافة لعمر، راجع تاريخ الطبري مجلد 2 صفحة 429، وسيرة عمر لابن الجوزي صفحة 27، وتاريخ ابن خلدون مجلد 2 صفحة 58، وكتابنا النظام السياسي صفحة 28، وكتابنا نظرية عدالة الصحابة، والمرجعية السياسية في الإسلام صفحة 287 وما فوق، والإمامة والسياسة صفحة 5، وكان معروفا للخاصة والعامة أن الصديق سيعهد بالأمر من بعده للفاروق، لأن الفاروق موضع ثقة الصديق والفاروق هو الذي دعم خلافة الصديق، وهذا معنى قول الإمام علي (عليه السلام) لعمر: إحلب حلبا لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا.