وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأن محمدا منها، وأمسينا أهل بيت محمد ونحن مغصوبون، مظلومون مقهورون، مثبورون مطرودون! فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أمسينا فيه يا منهال!). راجع فتوح بن أعثم مجلد 5 صفحة 247 - 249 ومقتل الخوارزمي مجلد 2 صفحة 69 - 71 ومعالم المدرسين للعسكري مجلد 3 صفحة 166 - 167 قالوا إن رسول الله قال (بأن الأئمة من قريش) لماذا لأن قريشا عشيرة النبي، وقفزوا عن البطن الهاشمي مع أنهم الأقرب، واعتبروا أن الأئمة من قريش مع أنها الأبعد!
ثم احتجوا في ما بعد بحجة ابن خلدون لأن قريشا مركز القوة والعصبية فطوقوا العصبية مع القرابة! لكن ابن خلدون ينسى بأن عصبية قريش لم تغن عنها شيئا يوم حاربت دعوة النبي ودولته 21 عاما!
وباختصار فإن المبرر لزعامة قريش على العرب هو أن النبي من قريش، وبالتالي فقريش عشيرته وهم الأولى بميراثه وسلطانه، ولكنهم ورثوا البعيد، وحرموا القريب.
إن الغالب يتشبث بكل شئ ليبرر غلبته، والذين يبتزون الحقوق يتذرعون بكل وسيلة للحفاظ على ما ابتزوه.
15 - أبو جعفر محمد بن علي الباقر يلخص قصة القرابة قال أبو جعفر لبعض أصحابه يا فلان، ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا، وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبض، وقد أخبرنا أننا أولى الناس بالناس، فتمالأت علينا قريش، حتى أخرجت الأمر من معدنه، واحتجت على الأنصار بحجتنا، ثم تداولتها قريش، واحد بعد واحد حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا، ونصبت الحرب لنا، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتى قتل، فبويع الحسن ابنه، وعوهد ثم غدر به وأسلم، ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه، ونهبت عسكره، وعولجت خلاخيل أمهات أولاده، فوادع معاوية وحقن دماء أهل بيته وهم قليل حق قليل.