الفصل الأول ماهية وحدة الأمة الإسلامية 1 - ماهية وحدة الأمة الوحدة على العموم مطلب عام لكل أفراد، وأسر، وقبائل، وجماعات، وشعوب، وأمم، الجنس البشري، فكأن الوحدة عنصر من عناصر الحياة ذاتها، وأصل من أصول الخليقة، ولازمة من لوازم الفطرة الإنسانية، ومن هنا فإنك لن تجد إنسانا سويا على الإطلاق يجاهر بالقول بأنه ضد وحدة الأفراد، أو وحدة أسرته، أو قبيلته، أو شعبه، أو أمته، أو أنه حتى ضد وحدة الجنس البشري، دون أن يعلل هذه المجاهرة بعذر يستريح إليه ويطمئن به، وما ذلك إلا لأن الوحدة أنس جميع البشر وأمنية الجميع أو أنها ضاربة الجذور بالفطرة الإنسانية، وأنها عاكسة لوحدة الخليقة، ووحدة الجنس البشري أصلا وابتداءا، ولعل هذا هو السر في كونها مطلبا عاما للبشر.
وبالرغم من أن الوحدة على كل الأصعدة مطلب عام، إلا أن البشر اختلفوا في وسائل تحقيقها، شأنها شأن أي مطلب عام إنساني. فكانوا طرائق قددا، واختلافهم في وسائل تحقيق هذه الوحدة دليل قاطع على سعيهم المستمر لتحقيقها، وبرهان ساطع على عميق إدراكهم لأهمية هذه الوحدة وجزيل نفعها.
وإذا تحققت وحدة الأمة الإسلامية على أساس سليم يغدو ميسورا أن تتحقق