فقد اعتلى المنبر يوما وقال (لا يحل لأحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر، ولا في عهد عمر). راجع منتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد مجلد 4 صفحة 64 فمن الواضح أن عثمان (رضي الله عنه) قد حظر حظرا كاملا رواية أي حديث عن رسول الله لم يرو في زمن صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وفعل الخليفة الثالث يصب في النتيجة في غاية صاحبيه، وهي أن القرآن وحده يكفي (حسبنا كتاب الله).
وجاء معاوية فاستعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة وقال له.... ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لا تترك شتم علي وذمه، والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب لأصحاب علي والإقصاء لهم، والإطراء لشيعة عثمان والإدناء لهم. فقال له المغيرة:
قد جربت وجربت، وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني، وستبلو فتحمد أو تذم، فقال:
بل نحمد إنشاء الله! راجع تاريخ الطبري مجلد 2 صفحة 112 - 113 ومجلد 2 صفحة 28، وراجع تاريخ ابن الأثير مجلد 3 صفحة 102، وروى المدائني في كتاب الأحداث.
وقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته.
10 - رفع الحظر بقي الحظر مفروضا رسميا على رواية أحاديث الرسول، وكتابتها حتى زمن عمر بن العبد العزيز، فرفع الحظر، وكتب إلى أهل المدينة: أن انظروا حديث رسول الله فاكتبوه، فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله. راجع فتح الباري باب كتابة العلم مجلد 1 صفحة 218.
وقد قاومه العلماء الذين تربوا على محاصرة أحاديث رسول الله، ثم لانت عريكتهم، وأخذوا يروون أحاديث الرسول، ويكتبونها، ولكن بعد حظر رسمي على روايتها، وكتابتها استمر 95 عاما.