غضب العامة، فقد تبطش العامة بالآل الكرام بوصف الآل الكرام خارجين على الجماعة عندئذ يتفاقم الخطب بالآل الكرام والعامة على حد تعبير عمر (رضي الله عنه) عندما حاول أن يحصل على رضا العباس مقابل أن يخصص له ولعقبه شيئا من الأمر، كأن يضعه واليا، أو يجري عليه جراية، أو يعطيه عطية، فإن قبل العباس ذلك فقد شق وحدة الهاشميين وربحت السلطة الجديدة. وباختصار فإن الآل الكرام قد عزلوا، وكسرت ظهورهم بالإجراءات والقرارات الاقتصادية الصارمة التي اتخذتها السلطة الجديدة وبالنتيجة استقر النظام في العاصمة وتوطدت أركانه، وهزمت المعارضة شر هزيمة، ولله عاقبة الأمور.
56 - وفاة الخليفة الأول لو أراد عمر أن يكون أول خليفة لكان، فهو المهندس الأعظم لعصر ما بعد النبوة، وهو الذي تحمل كل المشاق وركب الهول حتى وطد أركان النظام.
وقد بينا أن أبا بكر قد كتب أثناء مرضه العهد بأن يخلفه عمر وكان ذلك واضحا للإمام علي قبل حدوثه فقد قال لعمر احلب حلبا لك شطره واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا كما روى ابن قتيبة وابن أبي الحديد.
ولا فرق عمليا بين حكم أبي بكر وحكم عمر، فما لم يرده عمر في عهد أبي بكر لم ينفذ.
وكان واضحا أن الخليفة من بعد عمر هو عثمان فقد كان يسمى بالرديف وبينا أن أبا بكر قد قال لعثمان عندما كتب عهد عمر: لو كتبت نفسك لكنت أهلا لها.
57 - مستقبل النظام الذي أسسه عمر وعمر على فراش الموت أخذ يستعرض الرجال المؤهلين لقيادة النظام بعده فوجدهم وللأسف أمواتا فقال: كما في رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة صفحة 23 لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح باقيا استخلفته ووليته... ولو أدركت معاذ بن جبل