علمت بطون قريش بقرار النبي، فاختارت من كل بطن منها رجلا ليضرب الرجال معا محمدا ضربة رجل واحد، حتى يضيع دمه بين القبائل، ولا يقوى الآل الكرام على المطالبة بدمه!
وعاش الهاشميون ساعات عصيبة، فانبرى من بين صفوفهم فتى من أجود فتيانهم وهو علي بن أبي طالب ونام في فراش الرسول ليوهم المتآمرين أن النائم في الفراش هو محمد فيقتلون عليا بدلا منه لينجو النبي!!
واكتشفت البطون أن النبي قد نجا ونجح بهجرته، ونجى الله الفتى!
وفي رحاب المدينة وضع آل البيت أنفسهم تحت تصرف النبي ليعطون ولا يأخذون، يقدمون الأرواح بصمت، ولا يتمتعون بأي امتيازات!
يحملون الأحمال الثقال ولا يشكون، ويعملون لمجد الإسلام ولا يتكلمون!
يحملون لواء النبي في كل موقع، وتتجلى بطولتهم في كل غزوة، وأتحدى كل شيعة الحكام: متى فر علي؟!! ومتى تقاعس عن نصرة النبي!! وأتمنى لو يدلوني على هاشمي واحد قد فر أو تقاعس عن نصرة النبي غير أبي لهب؟
وأتحدى شيعة الحكام أن يدلوني على رجل واحد من بطون قريش لم يفر!!!
ونصر الله نبيه، فأقام دولته، وأعز دينه، وأتم نعمته وأكمل هذا الدين، وبين الله كل شئ لعباده، ورتب النبي بأمر من ربه شؤون قيادة الأمة من بعده، وأعلن بآخر حجة له أن الولي من بعده هو علي.
وقدم قادة القوم التهاني للولي، وأعلن الرسول أنه سيمرض وسيموت في مرضه.
ولخص لهم الموقف قبل مرضه.
2 - النبي يلخص الموقف لطالما تلى آية المودة في القربى، وآية التطهير، وآية المباهلة، وآية الاعتصام، وآية أولي الأمر، وآية أهل الذكر، وآية الإنذار، وآية الولاية، وآية التبليغ، وآية الإكمال، وآية السلم، وآية المسألة، وآية الحسد، وذكرهم بأن القرآن قد أنزل عليه وأن مهمته