جامع السعادات - محمد مهدي النراقي - ج ٣ - الصفحة ١٤
إلى أن يأخذ من أموالهم المحرمة، وإذ خطر له أنها حرام، قال له الشيطان:
هذا مال مجهول المالك يجب أن يتصدق به أمام المسلمين وأنت إمامهم وعالمهم، وبك قوام دين الله، فيحل لك أن تأخذ منها قدر حاجتك وتصرف الباقي على مصالح المسلمين، فيغتر بهذا التلبيس، ولا يزال يأخذها من غير أن يبذل شيئا منها في مصرف غيره. وربما انتهى الغرور في بعضهم إلى حيث أنه إذا حضرت مائدتهم وأكل طعامهم وقيل له: إن هذا لا يليق بمثلك.
قال: الأكل جائز بل واجب، إذ هذا مال لا يعلم مالكه، فيجب التصدق له على الفقراء، ويجب على مثلي بقدر القوة والاستطاعة أن يجتهد في استخلاصه من يد الظالم وإيصاله إلى أهله - أعني الفقراء - وأكلي منها نوع قدرة على استخلاصه، فآكل منه وأتصدق بقيمته على الفقراء، والله يعلم من باطنه أنه لا يتصدق بقيمته ولا يعتقد بحقيقة ما يقول، وإنما هو تلبيس ألقاه الشيطان في روعه، لئلا يضعف اعتقاد العامة في حقه، وربما كان بحيث لا يبالي من أخذ مالهم وأكل طعامهم خفية، ولو علم أنه يطلع عليه واحد من صويلح العامة المعتقدين به، امتنع منه غاية الامتناع. وربما كان بعضهم في الباطن مائلا إلى الدخول على السلاطين والأمراء وتاركا له في الظاهر، وكان الباعث في ذلك طلب المنزلة في قلوب العامة، ومع ذلك يظن أن الاجتناب عنهم عين ورعه وتقواه. وربما كان بعضهم إمام قوم يظن أنه على خير وباعث لترويج الدين وإعلاء الكلمة ومقيم بشعار الإسلام، ومع ذلك لو أم غيره ممن هو أعلم وأورع منه في مسجده، أو يتخلف بعض من يقتدي به عن الاقتداء به، قامت عليه القيامة، وربما لم يكن باعثه على الحركة إلى المسجد للإمامة مجرد التقرب والامتثال لأمر الله، بل كان الباعث محض حب الجاه والرياسة واعتقاد العامة، أو مركبا منه ومن نية الثواب. وربما أتخذ بعضهم الإمامة شغلا ووسيلة لأمر المعاش، ومع ذلك يظن أنه مشتغل بأمر الخير، والظاهر في أمثال زماننا ندور الإمام الذي كان قصده من الإمامة مجرد التقرب إلى الله، من دون وجود شئ من حب طلب المنزلة في القلوب، أو تحصيل المال، أو دفع بعض الشرور عن نفسه في زوايا قلبه، ولو وجد مثله فهو القدوة الذي يجب أن تشد
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية المقام الرابع المتعلق بالقوى الثلاث أو بأثنتين منها، من الرذائل والفضائل. وهي ثلاث عشر نوعا (1) الغرور 2
2 ذم الغرور 3
3 طوائف المغرورين، وهم سبعة: 4
4 1 - الكفار 4
5 2 - العصاة والفساق من المؤمنين 8
6 3 - أهل العلم 11
7 4 - الوعاظ 15
8 5 - أهل العبادة والعمل 18
9 6 - المتصوفة 19
10 7 - الأغنياء وأرباب الأموال 23
11 ضد الغرور الفطانة والعلم والزهد 24
12 (2) طول الامل 25
13 علاج طول الامل 27
14 قصر الامل 28
15 اختلاف الناس في طول الامل 28
16 ذكر الموت مقصر للأمل 30
17 العجب ممن ينسي الموت 31
18 الموت أعظم الدواهي 32
19 مراتب الناس في ذكر الموت 34
20 المبادرة إلى الحسنات 35
21 (3) العصيان 35
22 (4) الوقاحة 35
23 (5) الاصرار على المعصية 36
24 التوبة وتعريفها 38
25 هل يشترط في التوبة القدرة 41
26 وجوب التوبة 43
27 تحقيق في وجوب التوبة 44
28 عموم وجوب التوبة 46
29 تذنيب 48
30 لابد من العمل بعد التوبة 49
31 فضيلة التوبة 51
32 قبول التوبة 52
33 طريق التوبة عن المعاصي 55
34 تكفير الصغائر ومعنى الكبائر 57
35 الصغائر قد تكون كبائر 59
36 شروط كمال التوبة 62
37 هل يصح التبعيض في التوبة 62
38 اقسام التائبين 64
39 مراتب التوبة 65
40 عدم الثقة بالاستقامة لا يمنع من التوبة 66
41 علاج الاصرار على الذنوب 69
42 الإنابة 69
43 المحاسبة والمراقبة 70
44 المعنى الظاهر للمحاسبة والمراقبة 70
45 حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا 71
46 مقامات مرابطة العقل للنفس. 73
47 وهي أربع مقامات: 1 - المشارطة 73
48 2 - المراقبة 75
49 3 - المحاسبة 78
50 4 - معاتبة النفس 79
51 (6) الغفلة 83
52 الغفلة موجبة للحرمان 84
53 ضد الغفلة: النية 85
54 تأثير النية على الأعمال 86
55 النية روح الأعمال والجزاء بحسبها 88
56 عبادة الأحرار والإجراء والعبيد 91
57 نية المؤمن خير من العمل 94
58 النية غير اختيارية 96
59 الطريق في تخليص النية 97
60 (7) الكراهة 98
61 الشوق 99
62 أفضل مراتب الشوق الشوق إلى الله 100
63 تعلق الحب بجميع القوى 105
64 اقسام الحب بحسب مباديه 106
65 لا محبوب حقيقة الا الله 113
66 الشهود التام هو نهاية درجات العشق 117
67 سريان الحب في الموجودات 119
68 رد المنكرين لحب الله 120
69 معرفة الله أقوى سائر اللذات 125
70 تحقق رؤية الله في الآخرة 129
71 الطريق إلى الرؤيا واللقاء 135
72 تفاوت المؤمنين في محبة الله 137
73 الواجب أظهر الموجودات 138
74 علائم محبة الله 140
75 معنى حب الله لعبده 144
76 الحب في الله والبغض في الله 147
77 الوفاء في الحب 151
78 الانس بالله 152
79 الانس قد يثمر الإدلال 154
80 العزلة 156
81 (8) السخط 160
82 الرضا 162
83 فضيلة الرضا 163
84 رضا الله 165
85 رد انكار تحقق الرضا 166
86 هل يناقض الدعاء ونحوه الرضا 168
87 طريق تحصيل الرضا 171
88 التسليم 171
89 (9) الحزن 172
90 (10) عدم الاعتماد 175
91 التوكل 175
92 فضيلة التوكل 177
93 درجات التوكل 179
94 السعي لا ينافي التوكل 181
95 الأسباب التي لا ينافي السعي إليها التوكل 182
96 أعقل وتوكل 183
97 درجات الناس في التوكل 184
98 تفنيد زعم 185
99 طريق تحصيل التوكل 186
100 (11) الكفران 187
101 الشكر 187
102 فضيلة الشكر 191
103 الشكر نعمة يجب شكرها 193
104 المدارك لتمييز محاب الله عن مكارهه 195
105 أقسام النعم واللذات 199
106 تنبيه 204
107 الاكل 204
108 لا فائدة في الغذاء. 206
109 عجائب المأكولات 207
110 حاجة تحضير الطعام 209
111 تسخير الله والتجار لجلب الطعام 211
112 نعم الله في خلق الملائكة للانسان 212
113 الأسباب الصارف للشكر 216
114 طريق تحصيل الشكر 218
115 الصحة خير من السقم 221
116 (12) الجزع 224
117 الصبر 225
118 مراتب الصبر 227
119 أقسام الصبر 229
120 فضيلة الصبر 229
121 الصبر على السراء 235
122 اختلاف مراتب الصبر في الثواب 239
123 طريق تحصيل الصبر 240
124 تتميم 241
125 التلازم بين الصبر والشكر 242
126 القانون الكلي في معرفة الفضائل 245
127 تفضيل الصبر على الشكر 246
128 (13) الفسق 247
129 الطهارة 247
130 حقيقة الطهارة 249
131 ما ينبغي للمؤمن في الطهارة 251
132 إزالة الأوساخ 254
133 آداب الحمام 254
134 السر في إزالة الأوساخ 255
135 الصلاة 257
136 حقيقة الصلاة 259
137 حضور القلب 260
138 دفع أشكال 265
139 شرائط الصلاة 266
140 طريق تحصيل المعاني الباطنة 268
141 أسرار الصلاة 271
142 الوقت 271
143 آداب الصلاة 272
144 آداب المصلي 273
145 الاستقبال 274
146 القيام 275
147 التكبيرات 276
148 النية 277
149 تكبيرة الاحرام 277
150 دعاء الاستفتاح 278
151 الاستعاذة 279
152 الركوع 282
153 السجود 283
154 التشهد 284
155 التسليم 285
156 إفاضة الأنوار على المصلي 286
157 ما ينبغي في أمام الجماعة 288
158 ما ينبغي في صلاة الجمعة والعيدين 288
159 ما ينبغي للمؤمن عند ظهور الآيات 289
160 الذكر 290
161 فضيلة الأذكار 292
162 الدعاء 292
163 تلاوة القرآن 294
164 الصوم 303
165 ما ينبغي للصائم 303
166 ما ينبغي للصائم عند الافطار 304
167 درجات الصوم 304
168 الحج 306
169 الغرض من ايجاد الانسان 306
170 ما ينبغي في الحاج 309
171 الميقات 311
172 ما ينبغي في الميقات 312
173 ما ينبغي عند دخول مكة 313
174 ما ينبغي عند الطواف 313
175 ما ينبغي عند استلام الحجر 314
176 السعي 314
177 ما ينبغي عند الوقوف بعرفات 315
178 المشعر 315
179 ما ينبغي عند الرمي والذبح 316
180 أسرار الحج 316
181 ما ينبغي للزائر عند دخول المدينة المنورة 320
182 ما ينبغي للزائر عند دخول النجف وكربلاء 322