وأيضا جانب الشئ وناحيته؛ ج أحضان.
وفي الصحاح: حضنا الشئ: جانباه، ونواحي كل شئ: أحضانه.
وفي المحكم: حضنا المفازة: شقاها.
وحضنا الفلاة: ناحيتاها.
وحضنا الليل: جانباه. يقال: ما زال يقطع أحضان الليل، وهو مجاز.
وفي حديث علي، رضي الله تعالى عنه: عليكم بالحضنين؛ يريد بجنبتي العسكر.
والحضن: وجار الضبع، وأنشد للكميت:
كما خامرت في حضنها أم عامر * لدى الحبل حتى غال أوس عيالها (1) وقال ابن بري: حضنها الموضع الذي تصاد فيه.
والحضن من الجبل: ما أطاف به، أو أصله، ويضم فيهما.
يقال: اعتش الطائر في حضن الجبل.
وقال الأزهري: حضنا الجبل: ناحيتاه.
والحضن، بالتحريك: العاج، في بعض اللغات؛ كما في الصحاح.
وفي التهذيب: ناب الفيل، وينشد في ذلك:
تبسمت عن وميض البرق كاشرة * وأبرزت عن هجان اللون كالحضن (2) وحضن: جبل بنجد في أعاليه.
وقال نصر: هو جبل ضخم بنجد بينه وبين تهامة مرحلة، تبيض فيه النسور لا تؤنس قلته، يسكنه بنو جشم بن بكر، وهم أعجاز هوازن؛ ومنه المثل: أنجد من رأى حضنا، أي من عاين هذا الجبل فقد د خل في ناحية نجد.
وبنو حضن: قبيلة من تغلب؛ أنشد سيبويه:
فما جمعت بنو حضن وعمرو * وما حضن وعمرو والجيادا (3) والأعنز الحضنية: شديدة السواد أو الحمرة.
قال الليث: كأنها نسبت إلى حضن، وهو جبل؛ ومنه حديث عمران بن الحصين، رضي الله تعالى عنه: " لأن أكون عبدا حبشيا في أعنز حضنيات أرعاهن حتى يدركني أجلي، أحب إلي من أن أرمي ف ي أحد الصفين بسهم، أصبت أو أخطأت " (4).
وحضن الصبي يحضنه حضنا، بالفتح، وحضانة، بالكسر: جعله في حضنه، أو كفله ورباه وحفظه، كاحتضنه.
وحضن الطائر بيضه، وعلى بيضه، حضنا، بالفتح، وحضانا وحضانة، بكسرهما، وحضونا، بالضم: رخم عليه للتفريخ.
وقال الجوهري: ضمه إلى نفسه تحت جناحيه.
واسم المكان: محضن، كمقعد ومنزل، والجمع المحاضن.
وقال اللحياني: حضن معروفه وحديثه من (6) جيرانه ومعارفه حضنا، بالفتح، إذا كفه وصرفه إلى غيرهم.
ومن المجاز: حضن فلانا عن كذا حضنا وحضانة، بفتحهما، إذا نحاه عنه واستبد به دونه وانفرد كأنه جعله في حضن منه، أي جانب؛ ومنه حديث الأنصار يوم السقيفة: " أتريدون أن تحضنونا من هذا الأ مر "، أي تخرجونا.
وقال ابن سيده: حضنه عن الأمر: خزله دونه ومنعه منه.