قال: (1) وهناك نوعان من العلم علم الظاهر وعلم الباطن وقد علمهما النبي ص لعلي فكان يعلم باطن القرآن وظاهره وأطلعه على أسرار الكون وخفايا المغيبات وكل أمام ورث هذه الثروة العلمية لمن بعده.
ونقول: الشيعة كسائر المسلمين لا تعتقد التكليف بالعمل إلا بظاهر القرآن والأمور التي يزعم الباطنية إنها في القرآن يبرأ الشيعة منها ومن مدعيها وقد أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن مسعود أنه قال القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن علي بن أبي طالب عنده من الظاهر والباطن اه فبأن ان الشيعة إن فرض انها روت ذلك فلم تروه وحدها بل شاركها في روايته غيرها. وعند غير الشيعة ممن تسموا بالسنيين عقائد أعظم من هذه في القطب والغوث وأشباه ذلك مع عدم اعتقادهم بعصمتهم.
قال: ولا يؤمنون بالعلم والحديث إلا إذا روي عن هؤلاء الأئمة.
ونقول: هذا كذب وافتراء فأدلة الفروع عندهم الكتاب والسنة والاجماع ودليل العقل ولا يقبل في الأصول إلا الدليل والبرهان دون التقليد ولا يؤمنون بالحديث إلا إذا روته الثقات ولا يعدلون مائة ألف أو يزيدون لأنهم وسموا بالصحبة مع ما ظهر من بعضهم من منافيات العدالة فأي الفريقين أقرب إلى الصواب وأحق بالعذر؟!.
وقال: عند ذكر الزيدية أنهم أتباع زيد بن حسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ونقول: بل هو زيد بن علي بن الحسين فجعله زيد بن حسن.
وقال: إن مذهب الزيدية أعدل مذاهب الشيعة وأقربها إلى أهل السنة ولعل ذلك لأن زيدا تلمذ لواصل بن عطاء رأس المعتزلة فزيد يرى جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل.
ونقول: زيد لم يتلمذ لواصل ولم يأخذ العلم إلا عن أهل بيته وإذا كانت الزيدية ترى جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل فلا يدل على أن زيدا كان كذلك.
قال عن الزيدية: وهم لا يؤمنون بالخرافات التي ألصقت بالامام فجعلت له جزءا إلهيا.
ونقول: من الخرافة زعم أن الشيعة تؤمن بالخرافات والمتأمل المنصف المطلع على أقوال غيرهم في الأولياء والأقطاب يعلم أن الخرافات من غيرهم ظهرت وإنهم بريئون منها. ومن الخرافة أيضا القول بأنهم جعلوا للامام جزءا إلهيا فهم بريئون ممن يقول ذلك مجاهرون بتكفيرهم ولكن الشبهات متى استحكمت وصقلها التقليد صارت صبغا ثابتا لا يزيله الماء ولا الشمس.
وعد (2) من فرق الشيعة الإسماعيلية وقصرها على الباطنية وقال إنهم أخذوا مذهب الأفلاطونية الحديثة وطبقوه على مذهبهم الشيعي إلى آخر ما ذكره ثم قال وكان من آثار دعايتهم الدولة الفاطمية في المغرب وفي مصر.
ونقول: أولا قصره الإسماعيلية على الباطنية خطأ فالإسماعيلية منهم الباطنية ومنهم غير الباطنية والأخيرون قائمون بشرائع الاسلام وأحكامه سواء أ كان مذهب الباطنية مأخوذ من مذهب الأفلاطونية أم لا.
ثانيا جعله الخلفاء الفاطميين في المغرب ومصر من الباطنية خطأ فقد خدموا العلم والاسلام خدمة كبرى ولم يكونوا من الباطنية وتوجهت إليهم العداوة لأنهم شيعة لا لاخلالهم بشئ من أصول الاسلام وفروعه.
ثالثا الشيعة تبرأ من كل عقيدة تخرج عن الاسلام فحشر العقائد الباطلة مع عقائد الشيعة ليس بصواب كما كررنا ذكره ولا عيب فيها على الشيعة كما إن انشقاق مذاهب باطلة من الاسلام لا يعيب الاسلام.
قال: (3) والامامية على العموم تقول بعودة إمام منتظر إلى أن قال ولهم في ذلك سخافات يطول شرحها وأساس هذه العقيدة قول ابن سبا بالرجعة ونقلها عن اليهودية وإن الشيعيين فشلوا أول امرهم في تكوين مملكة ظاهرية على وجه الأرض وعذبوا وشردوا كل مشرد فخلقوا لهم أملا من الإمام المنتظر والمهدي ونحو ذلك.
ونقول: ليس الشيعة وحدها تقول بامام منتظر بل عموم المسلمين. ومهما يكن من شئ فالسخافات التي تقال في الغوث والقطب والولي والوتد وشبه ذلك لا تقدر. وأما ان أساس ذلك قول ابن سبا فكذب وافتراء وما نسبة ذلك إلى ابن سبا إلا كنسبة أعداء الاسلام إن النبي ص تعلم من بحيرا الراهب ومن بلعام وأخذ اخبار الماضين من أهل الكتاب، كلاهما كذب وافتراء. وأما أن الشيعيين فشلوا أولا في تكوين مملكة، فإمام الشيعيين لو كان طالب ملك لبايع ابن عوف على الكتاب والسنة وسيرة الشيخين ولم يدع الملك يفوت من يده، وشيعته يسيرون على مناهجه، والملك بيده تعالى يؤتيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء، ولما شاء الله أن تكون لهم مملكة ملكوا أكثر بلاد الاسلام المئات من السنين في مصر والمغرب والشام والعراق وإيران وغيرها سنة الله في خلقه، وأما إنهم عذبوا وشردوا فما كان لهم في ذلك ذنب إلا تشيعهم لأهل بيت نبيهم الذين جعل الله مودتهم أجر الرسالة وذلك يعد سعادة لا شقاء وفوزا لا فشلا فقديما ما عذبت الأنبياء والرسل وشردوا.
وذكر (4) اضطهاد بني أمية وبني العباس للشيعة. ثم قال: هذه الاضطهادات كان من نتائجها أحكام الشيعة للسرية ونظامها. ثم قال (5):
وهذه السرية استلزمت الخداع والالتجاء إلى الرموز والتأويل.
ونقول: الخداع والرموز والتأويل نسبته للشيعة نسبة باطلة.
قال: وكان من أثر هذا الاضطهاد اصطباغ أدبهم بالحزن العميق والنوح والبكاء وذكرى المصائب والآلام.
ونقول: لم يصطبغ أدبهم بشئ من ذلك وما هذا القول إلا وهم وخيال فلهم في الشعر من الغزل والنسيب والحماسة والمديح والرثاء وغير ذلك من أقسام الشعر ما لذ وطاب وسحر الألباب وكثر وطال ولهم في النثر من الخطب والرسائل والمقامات وسائر فنون النثر الشئ الكثير الذي لم يصطبغ شئ منه بما ذكره، نعم لهم في الرثاء لأهل البيت ولا سيما الحسين عليه وعليهم السلام القصائد الكثيرة وهذا لا يقال عنه ان أدبهم اصطبغ بالحزن والنوح والبكاء كما إن رثاء الحسين ع لم يقتصر عليهم.