أنبياء وفرقة قالت بنبوة محمد بن إسماعيل وهم طائفة من القرامطة وفرقة قالت بنبوة علي وبنيه الثلاثة وهم طائفة من الكيسانية وقد حام المختار حول ان يدعي النبوة لنفسه وقد سجع اسجاعا وأنذر بالغيوب.
واتبعه على ذلك طوائف من الشيعة الملعونة وقال بامامة محمد بن الحنفية وفرقة قالت بنبوة المغيرة بن سعيد وقد قيل إن جابر بن يزيد الجعفي كان خليفة المغيرة بن سعيد وفرقة قالت بنبوة بيان بن سمعان التميمي وفرقة قالت بنبوة أبي منصور المستنير العجلي الملقب بالكسف وأباح المحرمات وقال إنما هي أسماء رجال وجمهور الرافضة اليوم على هذا وذكر هشام بن الحكم الرافضي في كتابه المعروف بالميزان وهو أعلم الناس بهم لأنه جارهم بالكوفة وجارهم في المذهب إنهم يقتلون من كان منهم ومن يخالفهم ويقولون نعجل المؤمن إلى الجنة والكافر إلى النار، ثم عد ابن حزم من فرقهم السبائية القائلين بإلهية آدم والأنبياء بعده وعلي وولده إلى جعفر بن محمد والقائلين بإلهية أبي الخطاب والشلمغاني وأبي جعفر المنصور والنصيرية القائلين بإلهية علي ع، قال: وقد غلبوا في وقتنا هذا على جند الأردن وعلى مدينة طبرية ومن قولهم لعن فاطمة والحسنين ع وإن ابن ملجم أفضل أهل الأرض لأنه خلص روح اللاهوت من ظلمة الجسد، إلى آخر ما ذكره وأطال به، ثم قال: واعلموا أن كل من كفر هذه الكفرات الفاحشة ممن ينتمي إلى الاسلام فإنما عنصرهم الشيعة والصوفية اه.
ونقول من الظلم الفاحش عد فرق الغلاة والقرامطة وأمثالهم من فرق الشيعة وحشرهم معهم والشيعة تبرأ من كل غال ومؤله لأحد من البشر أو قائل بنبوة أحد بعد النبي ص سواء الأئمة الاثنا عشرية وغيرهم ومن كل قائل بشئ يخالف ضرورة دين الاسلام وتبرأ من القرامطة وتجعله خارجين من الاسلام وهب أن بعض أهل المذاهب الفاسدة نسبوا أنفسهم إلى أهل البيت الطاهر، وأهل البيت وشيعتهم يبرؤون منهم أ فيسوع هذا حشرهم مع طوائف الشيعة لولا إرادة التشنيع بالباطل، وهؤلاء الخوارج الذين يضللهم ابن حزم ويجعلهم من أهل العظائم المخرجة إلى الكفر والمحال والمارقين من الدين عنصرهم الاسلام فهل يسوغ لأحد أن يقدح في دين الاسلام بأنه عنصر للخوارج. وكذلك المعتزلة الذين يجعلهم من أهل العظائم المخرجة إلى الكفر أو المحال ويرميهم بتعجيز الله وينسب أمامهم أبا الهذيل إلى الكفر والكفرات الصلع اقتداء بمن قال عن أحد أصحاب علي أنه كفر كفرة صلعاء وانه امام ضلال وينسبهم وينسب أئمتهم كالنظم وغيره إلى قول أهل الالحاد محضا بلا تأويل وإلى الكفر والرد على الله جهارا والكفر الصريح وأمثال ذلك من العظائم مع أن عنصرهم عنصر أهل السنة فهل يسوع لأحد أن يعيب على أهل السنة بان عنصر هؤلاء كان منهم وكذلك المرجئة صرح ابن حزم مرارا بتكفيرهم وتشريكهم والحادهم ونسبتهم إلى أعظم الكفر وأمثال ذلك فهل يسوع لأحد أن يعيب على أهل السنة بان عنصرهم منهم. والصوفية الذين جعلهم عنصر الكفرات الفاحشة جلهم أو كلهم من السنيين كما أن جميع أهل هذه المذاهب الفاسدة كلها تنتسب إلى الاسلام فهل يمكن لأحد ان يعيب مذهب الاسلام بان هناك مذاهب فاسدة تنسب إليه والله تعالى يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى. مع أن كثيرا من هذه الفرق التي زعمها ابن حزم لم يسمع بها سامع ولا يمكنا الوثوق بنقله لها بعد ما رأينا من عدم تثبته في النقل وأخذه بالأوهام وتسرعه إلى التكفير وسوء القول كما سمعت الكثير من ذلك فيما مر.
أما الغرابية فلم نسمع بها في تاريخ ولم نسمعها إلا منه ومن أمثاله ولو فرض أن قائلا قال أن محمدا ص أشبه بعلي من الغراب وأراد أن عليا ع يشابه النبي ص في فضائله ومناقبه وصفاته عدا النبوة أصاب في ذلك أم أخطأ ما كان يوجب هذا اعتقاده بان عليا ع نبيا. ولو فرض أنه وجد في الكون من يقول أن جبرائيل أخطأ أو تعمد في أمر النبوة فهل يستسيغ ذو دين ومن عنده أدنى خوف من الله تعالى أن يحشر هذا القائل في زمرة الشيعة ويدرجه في عدادهم وهم يبرؤن من هذا القول وقائله، فكيف واصل وجود هذا القول فرية واختلاق يقصد به التشنيع على الشيعة افتراه مفتر وصدقه من بعده من غير تحقيق وتمحيص، وجملة من عوام الناس وجهلتهم يعتقد بوجود هذا القول في هذه الأزمان وقبلها مع أننا إن كنا نشك في وجود مكة نشك في أن هذا كذب وافتراء وبعض جهلة العوام يقول أن الشيعة حيث تكبر التكبيرات الثلاث بعد الصلاة برفع اليدين التي هي أول التعقيب حسبما صح عن أئمة أهل البيت ع تقول خان الأمين ثلاثا مع أن هذه التكبيرات مسطورة في كتب الشيعة الفقهية المطبوعة والمخطوطة بالملايين والمنتشرة في أقطار الأرض فما ظنك بغيرها مما أدرجه ابن حزم المعدود في العلماء في كتابه الموضوع لبيان الملل والنحل مع مساعدة العداوة والعصبية.
أما المختار فكان طالب امارة وملك والله تعالى قيضه للأخذ بثأر الحسين الشهيد ع سبط الرسول ع وأحد ريحانتيه وانتقم به من أعدائه. وقد قتل جماعة ممن شرك في دم الحسين ع أو أعان عليه وسر بذلك الرسول وأقر عين الزهراء البتول، أما إنه حاول دعوى النبوة فافتراء وتخرص على الغيب. وأما سجعه وإنذاره بالغيب فلا يدل على ذلك بل كان من بعض التدابير لترويج أمره وكيف يحاول دعوى النبوة مع عقله ودهائه وعلمه أن ذلك يوجب تفرق الناس عنه. وأما أن طوائف من الشيعة اتبعوه على ذلك فيناقض ما سبق فإذا كان حاول ولم يدع فكيف اتبعوه على أمر لم يدعه وإن كان يقول أنهم حاولوا جعله نبيا ففساده أظهر إذ لم ينقل ذلك ناقل والذي ذكره جميع أهل الأخبار أن الشيعة اتبعته على الطلب بثار الحسين ع لا غير. أما قوله الشيعة الملعونة فالشيعة اتباع أهل البيت الطاهر والمؤتمون بهم والمدعوون بهم يوم يدعى كل أناس بامامهم لا يستحقون شتما ولا لعنا وشاتمهم أحق بذلك.
أما المغيرة بن سعيد فورد عن الباقر ع أنه قال: كان يكذب علينا وورد عن الصادق ع أنه كان مشعوذا يكذب على أبي وقد تبرأ منه الباقر والصادق وأمروا شيعتهم بالبراءة منه فنبذوه وتبرأوا منه أ فيحسن بعد هذا أن يقال وفرقة قالت بنبوة المغيرة بن سعيد وتعد في عداد الشيعة لو كان في القلوب خوف من الله تعالى ولو جاز ذلك لجاز لغير المسلمين أن يعدوا في طوائف الاسلام أصحاب مسيلمة وسجاح لأنهم كانوا من المسلمين وارتدوا كما جاز لابن حزم أن يعد في طوائف الشيعة أصحاب المغيرة بن سعيد الذين تبرأ منهم الشيعة.
وأما جابر بن زيد الجعفي فهو من أصحاب الباقر والصادق ع وثقه بعض علماء الرجال من الشيعة كابن الغضائري وروى العقيقي وابن عقدة ترحم الصادق عليه وقوله كان يصدق علينا ووثقه شعبة من علماء السنة وروى عنه كما روى عنه السفيانان وهو يشعر بوثاقته عندهما، قال الذهبي في مختصره: روى عنه شعبة والسفيانان من أكبر علماء الشيعة