لكونه قائدا له بناء على انحصار المكفوف في الأسدي، كما عن المشهور، خلافا لما عن السيد الداماد (1) والمجلسيين من كون المرادي أيضا مكفوفا، وهو ظاهر الكشي لذكره روايتين - تدلان على أن أبا بصير كان مكفوفا - في ترجمة ليث المرادي. (2) إلا أنه لا دليل على كون المراد بأبي بصير المذكور في الروايتين هو المرادي.
هذا، وقد حكى العلامة المجلسي بخطه الشريف أن الصدوق قد أكثر في الرواية عن أبي بصير ليث المرادي، ولم يذكر الطريق إليه، واعتذر عن الإخلال بذكر الطريق إلى المرادي بأنه لما كان الغالب رواية ابن مسكان عن ليث، لم يذكر طريقه إليه فاكتفى به عن ذكر طريقه إلى ابن مسكان، واحتمل أن يكون سهوا. (3) والغرض من الاعتذار أن مقتضى الرواية عن المرادي وإن كان ذكر الطريق إليه، إلا أن الغالب كون الراوي عن المرادي هو ابن مسكان، فاكتفى بذكر الطريق إلى ابن مسكان عن ذكر الطريق إلى المرادي، والمرجع إلى الاعتذار بندرة الرواية عن المرادي غير مسبوق بابن مسكان، وإلا ففي موارد سبق ابن مسكان على المرادي لا مجال لذكر الطريق إلى المرادي حتى يتأتى الاعتذار عن الإخلال بذكر الطريق إلى المرادي بسبق ابن مسكان.
والظاهر أن الغرض من السهو المحتمل هو السهو في الإخلال بذكر الطريق إلى أبي بصير.
وأنت خبير بأن قوله: " فاكتفى به عن ذكر طريقه إلى ابن مسكان " فيه سهو، وكان الصواب العكس بأن يقول: فاكتفى عنه بذكر طريقه إلى ابن مسكان. ومع هذا قد ضبط المولى التقي المجلسي - كما تقدم - من لم يذكر الصدوق الطريق إليه