واختاره الكسائي، وقال: أحصروا من المرض، ولو أراد الحبس، لقال: حصروا، وإنما الإحصار من الخوف، أو المرض. والحصر: الحبس في غيرهما وفي سبيل الله قولان:
أحدهما: أنه الجهاد.
والثاني: الطاعة. وفي الضرب في الأرض قولان:
أحدهما: أنه الجهاد لم يمكنهم لفقرهم، نقل عن ابن عباس. و والثاني: الكسب، قاله قتادة. وفي الذي منعهم من ذلك ثلاثة أقوال:
أحدها: الفقر، قاله ابن عباس.
والثاني: أمراضهم، قاله ابن جبير، وابن زيد.
والثالث: التزامهم بالجهاد، قاله الزجاج.
قوله [تعالى]: (يحسبهم الجاهل) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، والكسائي " يحسبهم " و " يحسبن " بكسر السين في جميع القرآن. وقرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، بفتح السين في الكل. قاله أبو علي: فتح السين أقيس، لأن الماضي إذا كان على " فعل "، نحو:
حسب، كان المضارع على " يفعل " مثل: فرق يفرق، وشرب يشرب، والكسر حسن لموضع السمع. قاله ابن قتيبة: لم يرد الجهل الذي هو ضد العقل، إنما أراد الجهل الذي هو ضد الخير، فكأنه قال: يحسبهم من لا يخبر أمرهم. والتعفف: ترك السؤال، يقال: عف عن الشئ وتعفف.
والسيما: العلامة التي يعرف بها الشئ، وأصله من السمة. وفي المراد بسيماهم ثلاثة أقوال:
أحدها: تجملهم، قاله ابن عباس.
والثاني: خشوعهم، قاله مجاهد.
والثالث: أثر الفقر عليهم، قاله السدي والربيع بن أنس، وهذا يدل على أن للسيما حكما يتعلق بها. قال إمامنا أحمد في الميت يوجد في دار الحرب، ولا يعرف أمره: ينظر إلى سيماه، فإن كان عليه سيما الكفار من عدم الختان، حكم له بحكمهم، فلم يدفن في مقابر المسلمين، ولم يصل عليه، وإن كان عليه سيما المسلمين حكم له بحكمهم. فأما الإلحاف، فهو: الإلحاح، قال ابن قتيبة: يقال: ألحف في المسألة: إذا ألح، وقال الزجاج: معنى ألحف: شمل بالمسألة، ومنه اشتقاق اللحاف، لأنه يشمل الانسان بالتغطية، فإن قيل: فهل كانوا يسألون غير ملحفين؟ فالجواب: