نارا. وروى ابن مسعود، وسمرة، وعائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنها صلاة العصر. وروى مسلم في " أفراده " من حديث البراء بن عازب قال: نزلت هذه الآية (حافظوا على الصلوات [والصلاة الوسطى] وصلاة العصر) فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخها الله، فنزلت: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وهذا قول علي بن أبي طالب [رضي الله عنه]، وابن مسعود، وأبي، وأبي أيوب، وابن عمر في رواية، وسمرة بن جندب، وأبي هريرة، وابن عباس في رواية عطية، وأبي سعيد الخدري، وعائشة في رواية، وحفصة، والحسن، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وعطاء في رواية، وطاووس، والضحاك، والنخعي، وعبيد بن عمير، وزر بن حبيش، وقتادة، وأبي حنيفة، ومقاتل في آخرين، وهو مذهب أصحابنا.
والثاني: أنها الفجر، روي عن عمر، وعلي في رواية، وأبي موسى، ومعاذ، وجابر بن عبد الله، وأبي أمامة، وابن عمر في رواية مجاهد، وزيد بن أسلم، في رواية أبي رجاء العطاردي، وعكرمة، وجابر بن زيد، وأنس بن مالك، وعطاء، وطاووس في رواية ابنه، وعبد الله بن شداد، ومجاهد، ومالك، والشافعي. وروى أبو العالية قال: صليت مع أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، الغداة فقلت لهم: أيما الصلاة الوسطى؟ فقالوا: التي صليت قبل.
والثالث: أنها الظهر، روي عن ابن عمر، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد، وأبي سعيد الخدري، وعائشة في رواية، وروى ضميرة عن علي عليه السلام قال: هي صلاة الجمعة وهي سائر الأيام الظهر.
والرابع: أنها المغرب، روي عن ابن عباس، وقبيصة بن ذؤيب.
والخامس: أنها العشاء الأخيرة، ذكره علي بن أحمد النيسابوري في " تفسيره ". وفي المراد بالوسطى ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها أوسط الصلوات محلا.
والثاني: أوسطها مقدارا.
والثالث: أفضلها ووسط الشئ: خيره وأعدله، ومنه قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة