وبالجملة: يستظهر من الكريمة الشريفة الرأي الأول بناء على أن المراد منها نفي الإبصار الحسي، أو الأعم منه ومن الإبصار في أفق النفس والبصيرة.
والذي هو التحقيق: أن الظلمة بما هي هي ليست شيئا، فيكون تقابلهما من السلب والإيجاب، والشئ المظلم ليس موصوفا باستعداد النورانية وبالإمكان الاستعدادي حتى يكون من العدم والملكة، والآية إن لم تدل على شرطية النور للرؤية لا تدل على المانعية المزبورة، لتعقب الترك في الظلمة لذهاب النور، مع أنه لا حد متوسط بينهما، فعدم إبصارهم متفرع في الحقيقة على ذهاب النور، فلا تخلط.