و قيل ليستفتح صلاة النهار بركعتين خفيفتين كما كان يصنع في صلاة الليل ليدخل في الفرض أو ما شابهه في الفضل بنشاط و استعداد تام و الله أعلم (قوله عن محمد بن عبد الرحمن) أي ابن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة و يقال اسم جده عبد الله و قوله عن عمته عمرة هي بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة و على هذا فهي عمة أبيه و زعم ابن مسعود و تبعه الحميدي أنه محمد بن عبد الرحمن ابن حارثة بن النعمان الأنصاري أبو الرجال و وهمه الخطيب في ذلك و قال أن شعبة لم يرو عن أبي الرجال شيئا و يؤيد ذلك أن عمرة أم أبي الرجال لا عمته و قد رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة فقال عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة و وهموه فيه أيضا و يحتمل أن كان حفظه أن يكون لشعبة فيه شيخان (قوله ح و حدثنا أحمد بن يونس) في رواية أبي ذر قال و حدثنا و فاعل قال هو المصنف أبو عبد الله البخاري و زهير هو بن معاوية الجعفي (قوله حدثنا يحيى) هو ابن سعيد كذا في الأصل و هو الأنصاري (قوله عن محمد بن عبد الرحمن) كذا في الأصل غير منسوب و الظاهر أنه هو الذي قبله و هو ابن أخي عمرة و بذلك جزم أبو الأحوص عن يحيى بن سعيد عند الإسماعيلي و تابعه آخرون عن يحيى و ذكر الدارقطني في العلل ان سليمان بن بلال رواه عن يحيى بن سعيد قال حدثني أبو الرجال و كذا رواه عبد العزيز بن مسلم و معاوية بن صالح عن يحيى بن محمد بن عمرة و هو أبو الرجال و قد تقدم أنه محمد بن عبد الرحمن فيحتمل أن يكون ليحيى فيه شيخان لكن رجح الدارقطني الأول و حكى فيه اختلافات أخرى عن يحيى موهمة و قد رواه مالك عن يحيى بن سعيد عن عائشة فاسقط من الإسناد اثنين (قوله هل قرأ بأم الكتاب) في رواية الحموي بأم القرآن زاد مالك في الرواية المذكورة أم لا * (تنبيه) * ساق البخاري المتن على لفظ يحيى بن سعيد و أما لفظ شعبة فأخرجه أحمد عن محمد بن جعفر شيخ البخاري فيه بلفظ إذا طلع الفجر صلى ركعتين أو لم يصل الا ركعتين أقول لم يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب و كذا رواه مسلم من طريق معاذ عن شعبة لكن لم يقل أو لم يصل الا ركعتين ورواه أحمد أيضا عن يحيى القطان عن شعبة بلفظ كان إذا طلع الفجر لم يصل الا ركعتين فأقول هل قرأ فيهما بفاتحة الكتاب و قد تمسك به من رغم أنه لا قراءة في ركعتي الفجر أصلا و تعقب بما ثبت في الأحاديث الآتية قال القرطبي ليس معنى هذا أنها شكت في قراءته صلى الله عليه و سلم الفاتحة و إنما معناه أنه كان يطيل في النوافل فلما خفف في قراءة ركعتي الفجر صار كأنه لم يقرأ بالنسبة إلى غيرها من الصلوات (قلت) و في تخصيصها أم القرآن بالذكر إشارة إلى مواظبته لقراءتها في غيرها من صلاته و قد روى ابن ماجة بإسناد قوي عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي ركعتين قبل الفجر و كان يقول نعم السورتان يقرأ بهما في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد و لابن أبي شبية من طريق محمد بن سيرين عن عائشة كان يقرأ فيهما بهما و لمسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه و سلم قرأ فيهما بهما و للترمذي و النسائي من حديث ابن عمر رمقت النبي صلى الله عليه و سلم شهرا فكان يقرأ فيهما بهما و للترمذي من حديث ابن مسعود مثله بغير تقييد و كذا للبزار عن أنس و لابن حبان عن جابر ما يدل على الترغيب في قراءتهما فيهما و استدل بحديث الباب على أنه لا يزيد فيهما على أم القرآن و هو قول مالك و في
(٣٨)