أن اتفاق أكثر المفسرين من أهل السنة يكفي احتجاجا بسبب ما ذكرنا سابقا من أن ما يصير حجة على واحد منهم فهو حجة على الآخرين لأن ما يليق أن يعتبر لذي الانصاف هو ما اتفق عليه الفريقان فتذكر وتأمل. وأما ما ذكره من أن حمل الولي على ما زعموه لا يناسب ما قبلها إلى آخره " فمدخول بأن الولاية بمعنى الإمامة والتصرف في الأمور أعم من الولاية بمعنى النصرة في الجملة فنفي الولاية بمعنى الإمامة مفيد لنفي الولاية المنفية عن اليهود والنصارى في الآية الأولى على أتم وجه لأن نفي العام نفي الخاص مع الزائد فهو أتم في النفي فيكون المناسبة حاصلة. وأما ما بعد الآية فلا دلالة له على مقصودهم إلا إذا حمل حزب الله على معنى أنصار الله كما تمحله بعضهم وهو كما ترى على أن كثيرا من آيات القرآن قد يأتي وأولها في شئ وآخرها في غيره ووسطها في معنى آخر وليس طريق الاتفاق في المعنى من محسنات الكلام ولو سلم فإنما يرد على خليفتكم عثمان الذي رتب القرآن على غير وجهه فتدبر.
61 - قال: الحادية عشرة زعموا أن من النص التفصيلي المصرح بخلافة علي عليه السلام قوله يوم غدير خم موضع بالجحفة مرجعه من حجة الوداع بعد أن جمع الصحابة وكرر عليهم " ألست أولى بكم من أنفسكم " ثلاثا وهم يجيبون بالتصديق والاعتراف ثم رفع يد علي عليه السلام وقال " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيثما دار " قالوا: فمعنى المولى الأولى أي فلعلي عليهم من الولاء ما له صلى الله عليه وسلم عليهم منه بدليل قوله " ألست أولى بكم " لا الناصر وإلا لما احتاج إلى جمعهم كذلك مع الدعاء له لأن ذلك يعرفه كل أحد. قالوا: ولا يكون هذا الدعاء إلا لإمام معصوم مفترض الطاعة قالوا فهذا نص صريح صحيح على خلافته انتهى وجواب هذه الشبهة التي هي أقوى شبههم يحتاج