وكذلك سائر المحقرات، وسائر الأشياء محقرا كان أو غير محقر من الثياب والحيوان أو غير ذلك وإنما يكون إباحة له، فيتصرف كل منهما في ما أخذه تصرفا مباحا، من غير أن يكون ملكه أو دخل في ملكه ولكل منهما أن يرجع في ما بذله، لأن الملك لم يحصل لهما.
وليس ذلك من العقود الفاسدة، لأنه لو كان عقدا فاسدا لم يصح لهما. وليس ذلك من العقود الفاسدة، لأنه لو كان عقدا فاسدا لم يصح التصرف فيما صار إلى كل واحد منهما، وإنما ذلك على جهة الإباحة، إنتهى.
فإن تعليله عدم الملك بعدم حصول الايجاب والقبول يدل على أن ليس المفروض ما لو لم يقصد التمليك (10).
مع أن ذكره في حيز شروط العقد يدل على ما ذكرنا. ولا ينافي ذلك قوله:
(وليس هذا من العقود الفاسدة إلخ) كما لا يخفى.
____________________
(10) الإيرواني: تعليله، ليس لعدم الملك، بل لعدم كونه بيعا وعقدا أو لخصوص عدم كونه عقدا، وعلى كل حال: لا يدل على تحقق قصد الملك، لأن التعليل لكل من الأمرين لا بد أن يكون بذلك، إلا أن يكون قصد التمليك دخيلا في حصول عنوان العقد، وعليه، فمع عدم قصد التمليك ينبغي أن يعلل بعدم العقد لا بعدم الإيجاب والقبول. (ص 76)