خارجة عنها، وملحقة بها، كما في الصلاة وغيرها من الألفاظ التي كانت في صدر الاسلام لها معنى، وبعد ذلك أضيف إلى ذلك المعنى قيود وأجزاء.
وغير خفي: أن من المحتمل قويا كون الصوم قبل الاسلام، حقيقة في قصد الامساك عن بعض الأشياء الذي لم يعتبره الشرع فيه، ولعل التكلم منها، فإن الظاهر من قولها: (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) (1) أن ترك الكلام مما كان معتبرا تركه فيه. وهذا لا يستلزم إشكالا، ولا يستلزم الحقيقة الشرعية، بتصرف الشرع في الوضع والموضوع له، وقد خرجنا عن شأن البحث وإن كان فيه الفوائد الكثيرة.
الجهة الثالثة: في تاريخ الصوم قبل الاسلام وبعده وله نفع كثير، فربما يستظهر من الكتاب العزيز قوله: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) (2) أن الصوم المشروع في الاسلام، متحد من جميع الجهات مع الصوم المشروع في الأمم السابقة.
والحمل على أن التشبيه يكون في أصل التشريع (3)، في غير محله.
ثم إن المستفاد من مروي علي بن بابويه أن الصوم كان من لدن آدم (عليه السلام) (4) وأيضا يستفاد من حديث منسوب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، في