وقيل: هو الذي لا يزال عظيم البطن من كثرة الأكل، كالمبطان، وهو الذي لا يهمه إلا بطنه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: " أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى ".
ورجل بطين: عظيم البطن من كثرة الأكل.
وفي صفة علي، رضي الله تعالى عنه: الأنزع البطين، أي العظيم البطن، وهو مدح.
وقد بطن، ككرم، بطانة.
ورجل مبطن، كمعظم: ضامر البطن خميصه، وهذا على السلب كأنه سلب بطنه فأعدمه، وهي مبطنة من الشبع.
ورجل مبطون: يشتكيه؛ وأنشد الجوهري لذي الرمة:
رخيمات الكلام مبطنات * جواعل في البرى قصبا خدالا (1) وقد بطن، كعني.
وفي الحديث: المبطون شهيد، أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه. وفي حديث آخر: " أن امرأة ماتت في بطن "، أراد به هنا النفاس.
والبطن، محركة: داء البطن، وهو أن يعظم من الشبع، وقد بطن الرجل كفرح، وأنشد الجوهري للقلاخ:
ولم تضع أولادها من البطن * ولم تصبه نعسة على غدن (2) وبطنه بطنا؛ وقال قوم: بطنه؛ وبطن له مثل شكره وشكر له ونصحه ونصح له؛ كذا في الصحاح؛ وزاد غيره: بطنه تبطينا: إذا ضرب بطنه؛ وأنشد الجوهري:
إذا ضربت موقرا فابطن له * تحت قصيراه ودون الجله * فإن أن تبطنه خير له (3) * قال ابن بري: أي إذا ضربت بعيرا موقرا بحمله فاضربه في موضع لا يضر به الضرب، فإن ضربه في ذلك الموضع خير له.
وبطن الشيء: خفي فهو باطن، خلاف الظاهر، ج بواطن.
ومن المجاز: بطن خبره: إذا علمه. ويقال: بطن الأمر إذا عرف باطنه.
ومن المجاز: بطن من فلان، وفي المحكم والصحاح: بفلان، إذا صار من خواصه داخلا في أمره؛ وقيل: بطن به: دخل في أمره، يبطن به بطونا وبطانة.
ومن المجاز: استبطن أمره: إذا وقف على دخلته، أي باطنه.
وفي الأساس: استبطنه: دخل بطنه، كما يستبطن العرق اللحم.
واستبطن أمره: عرف باطنه.
والبطانة، بالكسر: السريرة يسرها الرجل. يقال: هو ذو بطانة بفلان، أي ذو علم بداخلة أمره.
والبطانة: وسط الكورة، هكذا في النسخ، والصواب: وباطنة الكورة وسطها وما تنحى منها.
والبطانة: الصاحب للسر الذي يشاور في الأحوال.
وفي الحديث: " ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحثه عليه ".
وفي الصحاح: البطانة: الوليجة، وهو الذي يختص بالولوج والاطلاع على باطن الأمر، قال الله تعالى: (لا تتخذوا بطانة من دونكم) (4)، أي مختصا بكم يستبطن أمركم.