أفتك به، فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفه في حجره، فأخذه وجعل يهزه، ويهم به، فيكبته الله، ثم قال: يا محمد ما تخافني؟ قال: لا، قال: لا تخافني وفي يدي السيف؟! قال: يمنعني الله منك، فأغمد السيف، فنزلت هذه الآية، رواه الحسن البصري عن جابر بن عبد الله. وفي بعض الألفاظ:
فسقط السيف من يده. وفي لفظ آخر: فما قال له النبي [صلى الله عليه وسلم] شيئا ولا عاقبه. واسم هذا الرجل:
غورث بن الحارث من محارب خصفة.
والثاني: أن اليهود عزموا على الفتك برسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فكفاه الله شرهم قال ابن عباس:
صنعوا له طعاما، فأوحي إليه بشأنهم، فلم يأت. وقال مجاهد، وعكرمة: خرج إليهم يستعينهم في دية، فقالوا: اجلس حتى نعطيك، فجلس هو وأصحابه، فخلا بعضهم ببعض، وقالوا: لن تجدوا محمدا أقرب منه الآن، فمن يظهر على هذا البيت، فيطرح عليه صخرة؟ فقال عمرو بن جحاش: أنا، فجاء إلى رحى عظيمة ليطرحها عليه، فأمسك الله يده، وجاء جبريل، فأخبره، وخرج، ونزلت هذه الآية.
والثالث: أن بني ثعلبة، وبني محارب أرادوا أن يفتكوا بالنبي وبأصحابه، وهم ببطن نخلة في غزاة رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: السابعة، فقالوا: إن لهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأمهاتهم، فإذا سجدوا وقعنا بهم فأطلع الله نبيه على ذلك، وأنزل صلاة الخوف، ونزلت هذه الآية، هذا قول قتادة.
والرابع: أنها نزلت في حق اليهود حين ظاهروا المشركين على رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، هذا قول ابن زيد.
ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعززتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيأتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل (12)