بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخصمة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم (3) قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة) مفسر في البقرة، فأما (المنخنقة) فقال ابن عباس:
هي التي تختنق فتموت، وقال الحسن، وقتادة: هي التي تختنق بحبل الصائد وغيره. قلت:
والمنخنقة حرام كيف وقع ذلك، قال ابن قتيبة: و (لموقوذة): التي تضرب حتى توقذ، أي:
تشرف على الموت، ثم تترك حتى تموت، وتؤكل بغير ذكاة، ومنه يقال: فلان وقيذ، وقد وقذته العبادة. و " المتردية ": الواقعة من جبل أو حائط، أو في بئر، يقال: تردى: إذا سقط. و (النطيحة):
التي تنطحها شاة أخرى، أو بقرة، " فعيلة " في معنى " مفعولة " (وما أكل السبع) وقرأ ابن عباس، وأبو رزين، وأبو مجلز، وابن أبي ليلى: السبع: بسكون الباء. والمراد: ما افترسه فأكل بعضه (إلا ما ما ذكيتم) أي: إلا ما لحقتم من هذا كله وبه حياة، فذبحتموه. فأما الاستثناء، ففيه قولان:
أحدهما: أنه يرجع إلى المذكور من عند قوله [تعالى]: (والمنخنقة).
والثاني: أنه يرجع إلى ما أكل السبع خاصة، والعلماء على الأول.
فصل في الذكاة قال الزجاج: أصل الذكاة في اللغة: تمام الشئ، فمنه الذكاء في السن، وهو تمام السن.
قال الخليل: الذكاء: ان تأتي على قروحه سنة، وذلك تمام استكمال القوة، ومنه الذكاء في الفهم، وهو أن يكون فهما تاما، سريع القبول. وذكيت النار، أي: أتممت إشعالها. وقد روي عن علي، وابن عباس، والحسن، وقتادة أنهم قالوا: ما أدركت ذكاته بأن توجد له عين تطرف، أو ذنب يتحرك، فأكله حلال. قال القاضي أبو يعلى: ومذهب أصحابنا أنه إن كان يعيش مع ما به، حل بالذبح، فإن كان لا يعيش مع ما به، نظرت، فإن لم تكن حياته مستقرة، وإنما حركته حركة المذبوح، مثل أن شق جوفه، وأبينت حشوته، فانفصلت عنه، لم يحل أكله، وإن كانت حياته مستقرة يعيش اليوم واليومين، مثل أن يشق جوفه، ولم تقطع الأمعاء، حل أكله ومن الناس من يقول: إذا كانت فيه حياة في الجملة أبيح بالذكاة، والصحيح ما ذكرنا، لأنه إذا لم تكن فيه حياة مستقرة، فهو في