والخامس: يلعنهم، قاله السدي.
والسادس: يظفر عليهم، قاله المبرد.
والسابع: يغيظهم، قاله النضر بن شميل واختاره ابن قتيبة. وقال ابن قتيبة: أهل النظر يرون أن التاء فيه منقلبة عن ذاك، كأن الأصل فيه: يكبدهم، أي: يصيبهم في أكبادهم بالحزن والغيظ، وشدة العداوة، ومنه يقال: فلان قد أحرق الحزن كبده، وأحرقت العداوة كبده، والعرب تقول:
العدو: اسود الكبد، قال الأعشى:
فما أجشمت من إتيان قوم * هم الأعداء والأكباد سود كأن الأكباد لما احترقت بشدة العداوة، اسودت، ومنه يقال للعدو: كاشح، لأنه يخبأ العداوة في كشحه. والكشح: الخاصرة، وإنما يريدون الكبد. لأن الكبد هناك. قال الشاعر:
وأضمر أضغانا علي كشوحها والتاء والدال متقاربتا المخرج، والعرب تدغم إحداهما في الأخرى، وتبدل إحداهما من الأخرى، كقولهم: هرت الثوب وهرده: إذا خرقه، وكذلك: كبت العدو، وكبده، ومثله كثير.
قوله [تعالى]: (فينقلبوا خائبين) قال الزجاج: الخائب: الذي لم ينل ما أمل. وقال غيره:
الفرق بين الخيبة واليأس: ان الخيبة لا تكون إلا بعد الأمل، واليأس قد يكون من غير أمل.
ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (128) قوله [تعالى]: (ليس لك من الأمر شئ) في سبب نزولها خمسة أقوال:
أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه، فقال: " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم، وهو يدعوهم إلى ربهم عز وجل؟! " فنزلت هذه الآية.
أخرجه مسلم في " أفراده " من حديث أنس. وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، والربيع.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم، لعن قوما من المنافقين، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عمر.
والثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم هم بسب الذين انهزموا يوم أحد، فنزلت هذه الآية، فكف عن ذلك، نقل عن ابن مسعود، وابن عباس.