أكثرهم. قال ابن الأنباري: هذه الآية نزلت في قوم كانوا على الكفر قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بعث كذبوه بغيا وحسدا، وقدروا أن هذا الفعل لا يكون موبقا لهم، وجانيا عليهم، فقال الله تعالى: (وحسبوا أن لا تكون فتنة) أي: ظنوا ألا تقع بهم فتنة في الإصرار على الكفر، فعموا وصموا بمجانبة الحق. (ثم تاب الله عليهم) أي: عرضهم للتوبة بأن أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم وإن لم يتوبوا، ثم عموا وصموا بعد بيان الحق بمحمد، كثير منهم فخص بعضهم بالفعل الأخير، لأنهم لم يجتمعوا كلهم على خلاف رسول الله [صلى الله عليه وسلم].
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار (72) قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) قال مقاتل: نزلت في نصارى نجران، قالوا ذلك.
قوله تعالى: (وقال المسيح) أي: وقد كان المسيح قال لهم وهو بين أظهرهم: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة.
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله وحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم (73) قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) قال مجاهد: هم النصارى. قال وهب بن منبه: لما ولد عيسى لم يبق صنم إلا خر لوجهه، فاجتمعت الشياطين إلى إبليس، فأخبروه، فذهب فطاف أقطار الأرض، ثم رجع، فقال: هذا المولود الذي ولد من غير ذكر، أردت أن أنظر إليه، فوجدت الملائكة قد حفت بأمه، فليتخلف عندي اثنان من مردتكم، فلما أصبح، خرج بهما في صورة الرجال، فأتوا مسجد بني إسرائيل وهم يتحدثون بأمر عيسى، ويقولون: مولود من غير أب. فقال إبليس: ما هذا ببشر، ولكن الله أحب أن يتمثل في امرأة ليختبر العباد، فقال أحد صاحبيه: ما أعظم ما قلت، ولكن الله أحب أن يتخذ ولدا. وقال الثالث: ما أعظم ما قلت، ولكن الله أراد أن يجعل إلها في الأرض، فألقوا هذا الكلام على ألسنة الناس، ثم تفرقوا، فتكلم به الناس. وقال محمد بن كعب: لما رفع عيسى اجتمع مئة من علماء بني إسرائيل، وانتخبوا منهم أربعة، فقال أحدهم: عيسى هو الله كان في الأرض ما بدا له، ثم