بل الله مولاكم وهو خير الناصرين (150) قوله تعالى: (بل الله مولاكم) أي: وليكم ينصركم عليهم، فاستغنوا عن موالاة الكفار.
سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين (151) قوله تعالى: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) قال السدي: لما ارتحل المشركون يوم أحد نحو مكة ندموا في بعض الطريق، وقالوا: قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشرذمة، تركتموهم؟!
ارجعوا فاستأصلوهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب، ونزلت هذه الآية. والإلقاء: القذف.
والرعب: الخوف. قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة " الرعب " ساكنة العين خفيفة، وقرأ ابن عامر، والكسائي، ويعقوب، وأبو جعفر، مضمومة العين، مثقلة، أين وقعت.
والسلطان هاهنا: الحجة في قول الجماعة. والمأوى: المكان الذي يؤوى إليه. والمثوى: المقام، والثوى: الإقامة. قال ابن عباس: والظالمون هاهنا: الكافرون.
ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين (152) قوله تعالى: (ولقد صدقكم الله وعده) قال محمد بن كعب القرظي لما رجع النبي [صلى الله عليه وسلم) وأصحابه من أحد، قال قوم منهم: من أين أصابنا هذا، وقد وعدنا الله النصر؟! فنزلت هذه الآية.
وقال المفسرون: وعد الله تعالى المؤمنين النصر بأحد، فنصرهم فلما خالفوا، وطلبوا الغنيمة، هزموا، وقال ابن عباس: ما نصر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في موطن ما نصر في أحد، فأنكر ذلك عليه، فقال: بيني وبينكم كتاب الله، إن الله يقول: (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه) فأما الحس، فهو القتل، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والسدي، والجماعة. وقال ابن قتيبة:
تحسونهم، أي: تستأصلونهم بالقتل، يقال: سنة حسوس: إذا أتت على كل شئ، وجراد