بأمرنا الأول، فنزلت هذه الآية، رواه أبو صالح عن ابن عباس. قال الزجاج: ومعنى الآية:
أتطلب اليهود حكما لم يأمر الله به، وهم أهل كتاب الله، كما تفعل الجاهلية؟!.
قوله تعالى: (ومن أحسن من الله حكما) قال ابن عباس: ومن أعدل؟!.
وفي قوله تعالى: (لقوم يوقنون) قولان:
أحدهما: يوقنون بالقرآن، قاله ابن عباس.
والثاني: يوقنون بالله، قاله مقاتل. وقال الزجاج: من أيقن تبين عدل الله في حكمه.
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (51) قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها نزلت في أبي لبابة حين قال لبني قريظة إذ رضوا بحكم سعد: إنه الذبح، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وهو قول عكرمة.
والثاني: أن عبادة بن الصامت قال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود، وإني أبرأ إلى الله من ولاية يهود، فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر، ولا أبرأ إلى الله من ولاية يهود، فنزلت هذه الآية، قاله عطية العوفي.
والثالث: أنه لما كانت وقعة أحد خافت طائفة من الناس أن يدال عليهم الكفار، فقال رجل لصاحبه: أما أنا فألحق بفلان اليهودي، فآخذ منه أمانا، أو أتهود معه، فنزلت هذه الآية، قاله السدي، ومقاتل. قال الزجاج: لا تتولوهم في الدين. وقال غيره: لا تستنصروا بهم، ولا