(4) سورة النساء وآياتها ستة وسبعون ومائة بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1) اختلفوا في نزولها على قولين:
أحدهما: أنها مكية رواه عطية عن ابن عباس، وهو قول الحسن، ومجاهد، وجابر بن زيد، وقتادة.
والثاني: أنها مدنية، رواه عطاء عن ابن عباس، وهو قول مقاتل. وقيل: إنها مدنية، إلا آية نزلت بمكة في عثمان بن طلحة حين أراد النبي [صلى الله عليه وسلم] أن يأخذ منه مفاتيح الكعبة، فيسلمها إلى العباس، وهي قوله: [تعالى]: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) ذكره الماوردي.
قوله تعالى: (اتقوا ربكم) فيه قولان:
أحدهما: أنه بمعنى الطاعة، قاله ابن عباس.
والثاني: بمعنى الخشية. قاله مقاتل. والنفس الواحدة: آدم، وزوجها حواء و (من) في قوله [تعالى]: (وخلق منها) للتبعيض في قول الجمهور. وقال ابن بحر: منها، أي: من جنسها.
واختلفوا أي وقت خلقت له، على قولين:
أحدهما: أنها خلقت بعد دخوله الجنة، قاله ابن مسعود، وابن عباس.
والثاني: قبل دخوله الجنة، قاله كعب الأحبار، ووهب، وابن إسحاق. قال ابن عباس: لما خلق الله آدم، ألقى عليه النوم، فخلق حواء من ضلع من أضلاعه اليسرى، فلم تؤذه بشئ، ولو