قوله تعالى: (يهدي به الله) يعني: بالكتاب. ورضوانه: ما رضيه الله تعالى. و " السبل "، جمع سبيل، قال ابن عباس: سبل السلام: دين الاسلام. وقال السدي: " السلام ": هو الله، و " سبله ": دينه الذي شرعه. قال الزجاج: وجائز أن يكون " سبل السلام " طريق السلامة التي من سلكها سلم في دينه، وجائز أن يكون " السلام " اسم الله عز وجل، فيكون المعنى: طرق الله عز وجل. قوله تعالى: (ويخرجهم من الظلمات) قال ابن عباس: يعني الكفر (إلى النور) يعني:
الإيمان (بإذنه) أي: بأمره (ويهديهم إلى صراط مستقيم) وهو الإسلام. وقال الحسن: طريق الحق.
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير (17) قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) قال ابن عباس: هؤلاء نصارى أهل نجران، وذلك أنهم اتخذوه إلها (قل فمن يملك من الله شيئا) أي: فمن يقدر أن يدفع من عذابه شيئا (إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم) أي: فلو كان إلها كما تزعمون لقدر أن يرد أمر الله إذا جاءه باهلاكه أو إهلاك أمه، ولما نزل أمر الله بأمه، لم يقدر أن يدفع عنها. وفي قوله [تعالى]: (يخلق ما يشاء) رد عليهم حيث قالوا للنبي: فهات مثله من غير أب فإن قيل: فلم قال (ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما) ولم يقل: وما بينهن؟ فالجواب أن المعنى: وما بين هذين النوعين من الأشياء، قاله ابن جرير.
وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير (18) قوله تعالى: (وقالت اليهود والنصارى) قال مقاتل: هم يهود المدينة، ونصارى نجران.
وقال السدي: قالوا: إن الله تعالى أوحى إلى إسرائيل، إن ولدك بكري من الولد. فأدخلهم النار