الغلول في غيره. ومثله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) وقد ذكر عن السدي نحو هذا.
قوله تعالى: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) الغلول: أخذ شئ من المغنم خفية، ومنه الغلالة، وهي ثوب يلبس تحت الثياب، والغلل: وهو الماء الذي يجري بين الشجر، والغل:
وهو الحقد الكامن في الصدر، وأصل الباب الاختفاء وفي إتيانه بما غل ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه يأتي بما غله، يحمله، ويدل عليه ما روى البخاري ومسلم في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر الغلول، فعظمه، وعظم أمره، ثم قال: " لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. الرغاء: صوت البعير، والثغاء: صوت الشاة، والنفس: ما يغل من السبي، والرقاع: الثياب، والصامت: المال.
والقول الثاني: أنه يأتي حاملا إثم ما غل.
والثالث: أنه يرد عوض ما غل من حسناته، والقول الأول أصح لمكان الأثر الصحيح.
أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (162) قوله تعالى: (أفمن اتبع رضوان الله) اختلفوا في معنى هذه الآية على قولين:
أحدهما: أن معناها: أفمن اتبع رضوان الله، فلم يغل، (كمن باء بسخط من الله) حين غل؟! هذا قول سعيد بن جبير، والضحاك، والجمهور.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر المسلمين باتباعه يوم أحد، اتبعه المؤمنون، وتخلف جماعة من المنافقين، فأخبر الله بحال من تبعه، ومن تخلف عنه، هذا قول الزجاج.