فإن قيل: الخطيئة والإثم اثنان، فكيف قال: به، فعنه أربعة أجوبة:
أحدها: أنه أراد: ثم يرم بهما، فاكتفى بإعادة الذكر على الاثم من إعادته على الخطيئة، كقوله [تعالى]: (انفضوا إليها) فخص التجارة، والمعنى للتجارة واللهو.
والثاني: أن الهاء تعود على الكسب، فلما دل ب " يكسب " على الكسب، كنى عنه.
والثالث: ان الهاء راجعة على معنى الخطيئة والإثم، كأنه قال: ومن يكسب ذنبا، ثم يرم به.
ذكر هذه الأقوال ابن الأنباري.
والرابع: أن الهاء تعود على الإثم خاصة، قاله ابن جرير الطبري. وفي المراد بالبرئ الذي قذفه هذا السارق قولان:
أحدهما: أنه كان يهوديا، قاله ابن عباس، وعكرمة، وابن سيرين وقتادة وابن زيد، وسماه عكرمة، وقتادة: زيد بن السمير.
والثاني: أنه كان مسلما، روي عن ابن عباس، وقتادة بن النعمان، والسدي، ومقاتل، واختلفوا في ذلك المسلم، فقال الضحاك عن ابن عباس: هو عائشة لما قذفها ابن أبي، وقال قتادة ابن النعمان: هو لبيد بن سهل، وقال السدي، ومقاتل: هو أبو مليل الأنصاري، فأما البهتان: فهو الكذب الذي يحير من عظمه، يقال: بهت الرجل: إذا تحير. قال ابن السائب: فقد احتمل بهتانا برميه البرئ، وإثما مبينا بيمينه الكاذبة.
ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (113) قوله تعالى: (ولولا فضل الله عليك ورحمته) في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أنها متعلقة بقصة طعمة وقومه، حيث لبسوا على النبي [صلى الله عليه وسلم] أمر صاحبهم، هذا قول ابن عباس من طريق ابن السائب.
والثاني: أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقالوا: جئناك نبايعك على أن لا نحشر ولا نعشر، وعلى أن تمتعنا بالعزى سنة، فلم يجبهم، فنزلت هذه الآية، وهذا قول ابن عباس في