قوله تعالى: (إن الله كان عفوا) قال الخطابي: [" العفو "]: بناء للمبالغة. و (العفو):
الصفح عن الذنوب، وترك مجازاة المسئ. وقيل: إنه مأخوذ من عفت الريح الأثر: إذا درسته، وكأن العافي عن الذنوب يمحوه بصفحه عنه.
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل (44) قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت.
والثاني: أنها نزلت في رجلين كانا إذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم لويا ألسنتهما وعاباه، روي القولان عن ابن عباس.
والثالث: أنها نزلت في اليهود، قاله قتادة.
وفي النصيب الذي أوتوه قولان:
أحدهما: أنه علم نبوة محمد النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: العلم بما في كتابهم دون العمل.
قوله تعالى: (يشترون الضلالة) قال ابن قتيبة: هذا من الاختصار، والمعنى: يشترون الضلالة بالهدى، ومثله (وتركنا عليه في الآخرين) أي: تركنا عليه ثناء حسنا، فحذف الثناء لعلم المخاطب.
وفي معنى اشترائهم الضلالة أربعة أقوال:
أحدها: أنه استبدالهم الضلالة بالإيمان، قاله أبو صالح، عن ابن عباس.
والثاني: أنه استبدالهم التكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ظهوره بإيمانهم به قبل ظهوره، قاله مقاتل.
والثالث: أنه إيثارهم التكذيب بالنبي لأخذ الرشوة، وثبوت الرئاسة لهم، قاله الزجاج.