بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم (41) قوله تعالى: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) اختلفوا فيمن نزلت على خمسة أقوال:
أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بيهودي وقد حمموه وجلدوه، فقال: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلا من علمائهم، فقال: أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى، هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا نترك الشريف، ونقيمه على الوضيع، فقلنا: تعالوا نجمع على شئ نقيمه على الشريف والوضيع، فاجتمعنا على التحميم والجلد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه " فأمر به فرجم، ونزلت هذه الآية، رواه البراء بن عازب.
والثاني: أنها نزلت في ابن صوريا آمن ثم كفر، وهذا المعنى مروي عن أبي هريرة.
والثالث: أنها نزلت في يهودي قتل يهوديا، ثم قال: سلوا محمدا فإن كان بعث بالدية، اختصمنا إليه، وإن كان بعث بالقتل، لم نأته، قال الشعبي.
والرابع: أنها نزلت في المنافقين، قاله ابن عباس، ومجاهد.
والخامس: أن رجلا من الأنصار أشارت إليه قريظة يوم حصارهم على ماذا ننزل؟ فأشار إليهم: أنه الذبح، قاله السدي، قال مقاتل: هو أبو لبابة بن عبد المنذر، قالت له قريظة: أننزل