وذكر أبو علي الفارسي أن " قواما " و " قياما " و " قيما "، بمعنى القوام الذي يقيم الشأن، قال: وليس قول من قال: " القيم " هاهنا: جمع: " قيمة " بشئ.
قوله تعالى: (وارزقوهم فيها) أي: منها. وفي " القول المعروف " ثلاثة أقوال:
أحدها: العدة الحسنة، قال ابن عباس، وعطاء، ومجاهد، ومقاتل.
والثاني: الرد الجميل، قاله الضحاك.
والثالث: الدعاء، كقولك: عافاك الله، قاله ابن زيد.
وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا (6) قوله تعالى: (وابتلوا اليتامى) سبب نزولها أن رجلا، يقال له: رفاعة، مات وترك ولدا صغيرا، يقال له، ثابت، فوليه عمه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن ابن أخي يتيم في حجري، فما يحل لي من ماله؟ ومتى أدفع إليه ماله؟ فنزلت هذه الآية، ذكر نحوه مقاتل. والابتلاء: الاختبار.
وبماذا يختبرون؟ فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم يختبرون في عقولهم، قاله ابن عباس، والسدي، وسفيان، ومقاتل.
والثاني: يختبرون في عقولهم ودينهم، قاله الحسن، وقتادة. وعن مجاهد كالقولين:
والثالث: في عقولهم ودينهم، وحفظهم أموالهم، ذكره الثعلبي. قال القاضي أبو يعلى:
وهذا الابتلاء قبل البلوغ.
قوله تعالى: (حتى إذا بلغوا النكاح) قال ابن قتيبة: أي: بلغوا أن ينكحوا النساء (فإن آنستم) أي: علمتم، وتبينتم. وأصل: آنست: أبصرت. وفي الرشد أربعة أقوال:
أحدها: الصلاح في الدين، وحفظ المال، قاله ابن عباس، والحسن.
والثاني: الصلاح في العقل، وحفظ المال، روي عن ابن عباس والسدي.
والثالث: أنه العقل، قاله مجاهد، والنخعي.
والرابع: العقل، والصلاح في الدين، روي عن السدي.