أحدهما: أنه الرزق في الجنة، قاله مقاتل.
والثاني: أنه الإحسان، قاله أبو سليمان.
قوله تعالى: (ويهديهم إليه صراطا مستقيما) أي: يوفقهم لإصابة الطريق المستقيم. وقال ابن الحنفية: الصراط المستقيم: دين الله.
يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤا هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شئ عليم (176) قوله تعالى: (يستفتونك) في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أنها نزلت في جابر بن عبد الله. روى أبو الزبير عن جابر قال: مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني هو وأبو بكر فوجدني قد أغمي علي، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صب علي من وضوئه، فأفقت، وقلت: يا رسول الله كيف أصنع في مالي وكان لي تسع أخوات، ولم يكن لي ولد؟ فلم يجبني بشئ، ثم خرج وتركني، ثم رجع إلي وقال: يا جابر لا أراك ميتا من وجعك هذا، وإن الله عز وجل قد أنزل في أخواتك، وجعل لهن الثلثين، فقرأ علي هذه الآية: (يستفتونك قل الله يفتيكم) فكان جابر يقول: أنزلت هذه الآية في.
والثاني: أن الصحابة أهمهم بيان شأن الكلالة فسألوا عنها نبي الله، فنزلت هذه الآية، هذا قول قتادة. وقال سعيد بن المسيب: سأل عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نورث الكلالة؟
فأنزل الله [عز وجل] (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة).
قوله تعالى: (إن امرؤ هلك) أي: مات (ليس له ولد) يريد: ولا والد: فاكتفى بذكر أحدهما، ويدل على المحذوف أن الفتيا في الكلالة، وهي من ليس له ولد ولا والد.
قوله تعالى: (وله أخت) يريد من أبيه وأمه (فلها نصف ما ترك) عند انفرادها (وهو يرثها) أي: يستغرق ميراث الأخت إذا لم يكن لها ولد ولا والد، وهذا هو الأخ من الأب والأم،