أحدهما: أن معناه: كنتم خير الناس للناس. قال أبو هريرة: يأتون بهم في السلاسل حتى يدخلوهم في الإسلام.
والثاني: أن معناه: كنتم خير الأمم التي أخرجت.
وفي قوله [تعالى]: (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) قولان:
أحدهما: أنه شرط في الخيرية، وهذا المعنى مروي عن عمر بن الخطاب، ومجاهد، والزجاج.
والثاني: أنه ثناء من الله عليهم، قاله الربيع بن أنس. قال أبو العالية: والمعروف: التوحيد.
والمنكر: الشرك. قال ابن عباس: وأهل الكتاب: النصارى.
(منهم المؤمنون): من أسلم، كعبد الله بن سلام وأصحابه. (وأكثرهم الفاسقون) يعني: الكافرين، وهم الذين لم يسلموا.
لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون (111) قوله [تعالى]: (لن يضروكم إلا أذى) قال مقاتل: سبب نزولها أن رؤساء اليهود عمدوا إلى عبد الله بن سلام وأصحابه فآذوهم لإسلامهم، فنزلت هذه الآية قال ابن عباس: والأذى قولهم: (عزير ابن الله) و (المسيح ابن الله) و (ثالث ثلاثة). وقال الحسن: هو الكذب على الله، ودعاؤهم المسلمين بأنه لن ينالهم منهم إلا الأذى باللسان من دعائهم إياهم إلى الضلال، وإسماعهم الكفر، ثم وعدهم النصر عليهم في قوله: (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار) وكذلك كان.
ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (112) قوله [تعالى]: (أين ما ثقفوا) معناه: أدركوا ووجدوا، وذلك أنهم أين نزلوا احتاجوا إلى عهد من أهل المكان، وأداء جزية. قال الحسن: أدركتهم هذه الآية، وإن المجوس لتجبيهم الجزية. وأما