والثاني: أنه التعظيم والتوقير، قاله عطاء واليزيدي، وأبو عبيدة، وابن قتيبة.
قوله تعالى: (وأقرضتم الله قرضا) في هذا الاقراض قولان:
أحدهما: أنه الزكاة الواجبة.
والثاني: صدقة التطوع. وقد شرحنا في البقرة معنى القرض الحسن.
قوله تعالى: (فمن كفر بعد ذلك منكم) يشير إلى الميثاق (فقد ضل سواء السبيل) أي:
أخطأ قصد الطريق.
فبما نقضهم ميثاقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين (13) قوله تعالى: (فبما نقضهم) في الكلام محذوف، تقديره: فنقضوا، فبنقضهم لعناهم. وفي المراد بهذه اللعنة ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها التعذيب بالجزية، قاله ابن عباس.
والثاني: التعذيب بالمسخ، قاله الحسن، ومقاتل.
والثالث: الإبعاد من الرحمة، قاله عطاء، والزجاج.
قوله تعالى: (وجعلنا قلوبهم قاسية) قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر:
(قاسية) بالألف، يقال: قست، فهي قاسية، وقرأ حمزة، والكسائي، والمفضل، عن عاصم:
(قسية) بغير ألف مع تشديد الياء، لأنه قد يجئ فاعل وفعيل، مثل شاهد وشهيد، وعالم وعليم.
و " القسوة ": خلاف اللين والرقة. وقد ذكرنا هذا في (البقرة) وفي تحريفهم الكلم ثلاثة أقوال:
أحدها: تغيير حدود التوراة، قاله ابن عباس.
والثاني: تغيير صفة محمد صلى الله عليه وسلم، قاله مقاتل.
والثالث: تفسيره على غير ما أنزل، قاله الزجاج.
قوله تعالى: (عن مواضعه) مبين في (سورة النساء).
قوله تعالى: (ونسوا حظا مما ذكروا به) النسيان هاهنا: الترك عن عمد. والحظ: النصيب.
قال مجاهد: نسوا كتاب الله الذي أنزل عليهم، وقال غيره: تركوا نصيبهم من الميثاق المأخوذ عليهم. وفي معنى (ذكروا به) قولان:
أحدهما: أمروا.
والثاني: أوصوا.