و " لولا " بمعنى " هلا "، وإذا رأيت بعدها اسما مرفوعا، فهي التي جوابها اللام، تقول: لولا عبد الله لضربتك. وقال ابن قتيبة: إذا رأيتها بغير جواب، فهي بمعنى " هلا " تقول: لولا فعلت كذا، ومثلها " لوما " فإذا رأيت ل (لولا) جوابا، فليست بمعنى " هلا " إنما هي التي تكون لأمر يقع بوقوع غيره، كقوله [تعالى]: (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه) قلت: فأما (لولا) التي لها جواب فكثيرة في الكلام، وأنشدوا في ذلك:
لولا الحياء وأن رأسي قد عثا * فيه المشيب لزرت أم القاسم وأما التي بمعنى " هلا " فأنشدوا منها:
تعدون ذلك عقر النبيب أفضل مجدكم * بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا أراد: فهلا تعدون الكمي، والكمي: الداخل في السلاح.
وفي الأجل القريب قولان:
أحدهما: أنه الموت، فكأنهم قالوا: هلا تركتنا نموت موتا، وعافيتنا من القتل، هذا قول السدي، ومقاتل.
والثاني: أنه إمهال زمان، فكأنهم قالوا: هلا أخرت فرض الجهاد عنا قليلا حتى نكثر ونقوى، قاله أبو سليمان الدمشقي في آخرين.
قوله تعالى: (قل متاع الدنيا قليل) أي: مدة الحياة فيها قليلة.
قوله تعالى: (ولا تظلمون فتيلا) قرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: ولا يظلمون بالياء. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وعاصم: بالتاء، وقد سبق ذكر المتاع والفتيل.
أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا (78) قوله تعالى: (أينما تكونوا يدرككم الموت) سبب نزولها أن المنافقين قالوا في حق شهداء أحد: لو كانوا عندنا ما ماتوا، وما قتلوا، فنزلت هذه الآية، هذا قول ابن عباس، ومقاتل.
والبروج: الحصون، قاله ابن عباس وابن قتيبة. وفي " المشيدة " خمسة أقوال: